عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

جاءت الزيارة المفاجئة التى قام بها الرئيس السودانى عمر البشير لدمشق فى السادس عشر من ديسمبر الجارى لتشكل نقلة نوعية فى تطور الأحداث فيما يخص الملف السورى بالنسبة للعلاقات السورية العربية بل والتى قد تتعداها إلى الدولية. زيارة البشير هى أول زيارة لرئيس عربى إلى سوريا منذ اندلاع الأحداث التى شهدتها الدولة فى مارس 2011.

وفى الاجتماع الذى ضم الرئيس بشار والرئيس البشير تم بحث العلاقات الثنائية والأوضاع فى سوريا والمنطقة، وأكد الرئيسان ضرورة إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربى ترتكز على احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية وهو ما يخدم بالتبعية العلاقات بين الدول العربية ومصلحة شعوبها.

زيارة البشير جاءت لتبدد أوهام كل من راهن على سقوط نظام بشار الأسد، وتكشف عورة الطغمة النجسة التى نسجت وشاركت فى حياكة المؤامرة الكونية التى قادتها أمريكا وحلفاؤها وانضمت لها دول فى المنطقة تصدرتها تركيا وقطر.

ظن هؤلاء وبعض الظن إثم أن النظام السورى لن يقوى على الصمود وسيسقط حتما أمام هذه الموجة من الإرهابيين المدعومين مالياً ولوجستياً وتسليحاً وتدريباً ممن خطط للمؤامرة.

ولكن خاب فأل هؤلاء وبدت الصورة مغايرة اليوم. وها هو البشير يدعو إلى ضرورة أن تستعيد سوريا عافيتها وتعود لممارسة دورها القيادى والمحورى المهم فى المنطقة، وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل دولته بنفسه بعيداً عن أى تدخلات خارجية.

ويؤكد استعداد السودان للوقوف بجانبها وبجانب أمنها وتقديم كل ما يمكنها لدعم وحدة الأراضى السورية.

لقد جاءت زيارة البشير كأول الغيث وكمقدمة لتجاوز مقاطعة سوريا وهى المقاطعة التى فرضتها الجامعة العربية منذ أن قامت بتعليق عضويتها فى نوفمبر 2011، وما أعقب ذلك من قطع دول عربية للعلاقات الدبلوماسية معها، وهو ما كان يعنى غسل اليدين من محاولة التوسط لحل الأزمة. وبالتالى طهران المراد هو إسقاط النظام وليس الرغبة فى إيجاد حل سياسى.

ولهذا فإن زيارة الرئيس السودانى لسوريا اليوم تعد ملمحاً بارزاً على انهيار مشروع المؤامرة الكونية التى تم تسليطها على سوريا بهدف إسقاط نظام الأسد عبر المجموعات الإرهابية التى تم حشدها فى الأراضى السورية.

إنها الحرب القذرة التى استهدفت سوريا الحضارة والتاريخ والموقف الصلب، صاحبة الدور المحورى فى المنطقة. سوريا المناهضة لإسرائيل، والرافضة لشروط الإذعان الأمريكية.

توهم كل من شارك فى المؤامرة أنه سيتم القضاء على سوريا من خلال إسقاط النخبة السياسية والعسكرية. ظن هؤلاء أن النظام لن يقوى على الصمود وسيسقط حتماً أمام هذه الموجة من الإرهاب. بيد أن المؤامرة اصطدمت بصخرة اسمها سوريا التى تقدمت بثبات وحققت نصراً عسكرياً واستراتيجياً ساعد على توطيد النظام، وأثبت للجميع صمود سوريا العروبة الأبية العصية على التطويع.