رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

عادت طائرة من منتصف رحلتها من مدينة سياتل إلى دالاس بالولايات المتحدة، إلى نقطة انطلاقها بركابها الذين أصابهم الارتباك بسبب قرار العودة بهذا الشكل.

وكان نسيان قلب بشرى بالطائرة هو السبب الحقيقى وراء عودتها مرة أخرى إلى «سياتل» بعد أن أقلعت فى رحلتها المتجهة إلى «دالاس» لمدة ساعة والنصف، بحسب ما نشرت صحيفة «نيويورك تايمز».

تمكن الارتباك من أجواء الطائرة التى كانت تقل 140 راكبًا على متنها، فيما تساءل الركاب عن سبب وجود قلب بشرى بالطائرة.

وأوضحت شركة الطيران فيما بعد، التى قالت إن شحنة تحمل «عضواً بشرياً» مهماً لإنقاذ حياة، كانت على متن الطائرة، وتم نسيانها على متن الطائرة، فى حين كان يجب أن يتم إنزالها فى سياتل.

وقال مسئولون فى شركة الطيران إن بعض الأنسجة والأوردة بالقلب البشرى من المقرر استخدامها فى عمليات جراحية مقبلة.

يا سادة.. هذا نص ما نشرته صحيفة «نيويورك تايمز عن عودة رحلة من منتصفها لماذا؟ لنسيان قلب بشرى على متنها سوف تستخدم انسجته فى عمليات مقبلة. بمعنى انه ليس هناك ضرورة ملحة للعودة...عادت الطائرة من منتصف رحلتها ولكم ان تتخيلوا أن مسافة الرحلات بين الولايات الأمريكية بعضها البعض طويلة جدا، وعلى الرغم من ذلك لم نجد من تزمر أو تجمهر أو شمر عن ساعده وشهر قلمه مقطعاً شركة الطيران» بعيب عليكى!!!!».. ولا اضطرت الشركة بعد ذلك أن تخرج ببيان تفصح فيه عن العادى والطبيعى فى عملها والذى يتم دون أن يطلب أحد.. لأنه من الطبيعى أناس يؤدون عملهم بما يرضى الله وفقا لما تفرضه عليهم مفردات عملهم.. وبكل تأكيد فإن «لكل حدث حديث».. وأن ما يتم فى الظروف العادية يتضاعف عندما يصبح لدينا طارئ.. ولكن فقط فى مصر.. ومصر فقط نجد السكاكين جاهزة والبوستات لا وإيه؟! المجاملون المستعدون للرقص على جسد الوطن بالتعليقات النارية وكأننا والله فى عهد «خالتى بمبا» الكل بسم الله ما شاء الله.. دخل يلطم الخدود ويشق الملابس على ما يلاقيه الوطن والمواطنون على يد القائمين على أمره.. دون أن يتأكدوا من مدى صحة أو عدم صحة المكتوب.. ولا حتى ينتظروا أن يسمعوا وجهة نظر الطرف الآخر.. وفى النهاية عندما تظهر الحقيقة ويتحدث الطرف الآخر ويعتذر المسىء.. فلا حس ولا خبر لهؤلاء.. ولا اعتذار عما أصاب الوطن وسمعته فى مقتل.. آه وألف آه عليك يا وطنى ولك الله والمخلصون من أبنائك.

يا سادة.. ما سبق نص ما حدث مع طائرة مصر للطيران المتجهة إلى ميلانو فى رحلتها الأسبوع الماضى.. والتى اضطرت إلى تغير وجهتها كباقى الرحلات من مختلف دول العالم إلى روما نظراً لسوء الأحوال الجوية.. ولكن ما إن قام أحد المسئولين السابقين بالكتابة على صفحته ممزقاً الشركة الوطنية إلا ودخل أصحاب الهرى ممزقين فى الشركة.. لا وطبعاً فى مصر ونظامها والسواد إلا عيشاه.. فهل هذا يرضى الله إيه المسئول المحترم؟

إذا كنت سيادتك كما كتبت لست متضرراً فلماذا كتبت إذن؟.. و«خاصة أنك تعلم أن للوطن أعداء يتوعدون ويترصدون له.. كما تعلم أن لك عدداً كبيراً من المتابعين وأن ما كتبته سوف يسىء للشركة والوطن؟».. رغم أن لك علاقات خاصة مع عدد كبير من المسئولين بمصر الطيران فقد كان من السهل الاتصال ونقل الصورة كما تراها دون أن تفضح الشركة والوطن.. فهل أسعدك هذا الكم من المشاركات لفضيحة الشركة بوقائع مفتعلة اعتذرت عنها فى النهاية؟

سيدى المسئول السابق.. أنا لست عن المخطئ مدافعاً إذا كان هناك خطأ تم بالفعل.. ولكنى ضد المتاجرة بآلام وطن كنت أنت فى يوم من الأيام أحد أهم المسئولين به وتعلم كم التحديات والمؤامرات التى تحاك ضده.. وبالتالى كان الأولى بك أن تحافظ على سمعة شركته الوطنية التى تحارب من أجل أن تستمر فى سوق المنافسة الذى لا يرحم.. وأن تمزق أنت من يفكر أن يمزقها حتى وإن رأيت خطأ تم بالفعل.. لا أن تكون أنت أول المشهرين بافتعال مواقف ثبت عدم صحتها فيما بعد.

يا سادة.. إنها شركتنا الوطنية التى هى جزء من تاريخ مصر إنهم 87 عامًا من عمر تحليقها فى سماء العالم، حاملة اسم مصر وعلم مصر فى كل الأنحاء، وعبر 87 وجهة تتوجه إليها... 87 عامًا مرت من عمرها، استطاعت خلالها أن تحقق نجاحات كبيرة تضىء سيرتها حتى وصلت إلى العالمية بعد أن أصبحت عضوًا بارزًا وفى درجة متقدمة بـ«تحالف ستار العالمى» التحالف الأقوى فى سوق الطيران العالمى، كما استطاعت أن تخدم أهدافًا قومية ووطنية ولم تخذل يومًا قيادتها السياسية فى أى مهمة وطنية كلفت بها مهما كان حجم المخاطر.. وعبر السنوات الـ87 استطاعت أن تحقق للدولة أهدافًا لا ولم ولن تحققها أى شركة طيران مصرية أخرى تعمل على أرض مصر.

يا سادة.. فى كل دول العالم يحافظ المواطنون والشباب على أوطانهم أما نحن فنمزقه بأقلامنا مرة.. وبأحقادنا مرات ومرات.

همسة طائرة... يا سادة انتهت أزمة واقعة شركتنا الوطنية المتجهة إلى ميلانو بكشف الحقائق ببيان شديد اللهجة.. ورسائل من أناس وطنيين من ركاب الرحلة دافعوا عن الشركة رغم أنهم من الممكن أن يكونوا أكثر تضرراً من السيد المسئول ولكن حبهم للوطن كان الأكثر سيطرة.. فهنيئاً لك يا وطنى بالمخلصين من أبنائك.. وإن كانت الأزمة انتهت إلا أن المتربصين بالوطن للأسف من ابنائه كثروا والمتصيدون له أيضا كثروا.. فراعوا الله ابناء الوطن فى أعمالكم ولا تعطوا الفرصة لأى فرد أن يحاسبنا بعد ذلك بعيب عليكم.. وخاصة أننا أصبحنا لا نعرف العيب على منين فينا؟!