رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

استوقفنى تصريحان: الأول للرئيس الإيرانى حسن روحانى عن التعاون مع تركيا للحفاظ على وحدة الأراضى السورية واستباب الأمن فى اليمن، وقابله تصريح للرئيس التركى أضاف فيه روسيا وقال: يجب على تركيا وروسيا وإيران إرساء الأمن فى المنطقة ويقصد منطقة الخليج.

وهى تصريحات استغربت أنها من أطراف خارج المنطقة العربية وهى تريد إدارة شئوننا بدون اعتراض منا، ولا أعرف من يحتاج من.. هل إيران وتركيا ورسيا وأمريكا تحتاج البلدان العربية أم نحن نحتاج اليها؟

وما أعرفه أن هذه البلدان تحتاج البلدان العربية، خاصة دول الخليج الغنية، فهذه الدول تريد أموال النفط وهو سلاح قوى فى يد هذه البلدان، فلو قررت دولة خليجية واحدة سحب استثماراتها من تركيا أو أمريكا أو روسيا أو إيران لانهار اقتصادهم وهو أمر فى السياسة مشروع، أى من حق الدول أن تدافع عن كرامتها وسياداتها.

لم أفهم التعاون التركى الإيرانى فى سوريا، لأن موقفها عكس الآخر، فإيران وروسيا هما من أنقذا النظام السورى من مؤامرة تركيا وقطر والإخوان للاستيلاء عليها.. إيران تحارب التنظيمات الإرهابية التى داخل الأراضى السورية عبر الأراضى وبتسهلات تركية، وبتسليح تركى أمريكى أوروبى، فهما خصمان على الأراضى السورية، ومنذ أيام أعلن أردوجان رفضه لبقاء بشار الأسد فى السلطة، فى حين إيران تتمسك ببقاء بشار والعائلة العلوية فى حكم سوريا.

أما بالنسبة لليمن قد يكون الأمر مفهوماً نوعاً ما، فإيران تدعم بصراحة وبقوة جماعة الحوثى بالسلاح والمال والخبراء، وتركيا تدعم جماعة الإخوان الإرهابية ممثلة فى حزب الإصلاح وتدعمه بالسلاح أيضا وبالمال تحت مسمى المساعدات الإنسانية التى تسلم للجمعيات التابعة لحزب الإصلاح، وهناك تفاهمات بين جماعة الحوثى وقيادات الإخوان فى اليمن، وتنسيق بينهما فى كل شيء، وتبقى جبهات نهم القريبة من صنعاء شاهدة على تقاعس مقاتلى حزب الإصلاح عن تحرير المنطقة منذ 4 أعوام، وكان هدفهم ابتزاز التحالف والحصول على أكبر المكاسب منه.

فإيران وتركيا قررا تقسيم المنطقة بينهما، ونحن نشاهد السيناريو ينفذ ولم تستطع أى دولة عربية التحرك للتصدى لهذا إلا مصر تقريباً التى أفسدت المخطط التركى القطرى الإخوانى للسيطرة عليها.

لم نر دولة من الدول التى ستتضرر من امتداد النفوذ الإيرانى التركى تتحرك وتقرر سحب استثمارتها من تركيا وإيران، أو حتى طرد الأتراك والإيرانيين العاملين على أراضيها مثلما كانوا يفعلون مع مصر عندما ينشر مقال ينتقد تصرف حكومة من حكومات هذه الدول.

أما أن يجاهر قيادة الدولتين بأنهما يخططان للسيطرة على المنطقة بدعم ومساندة روسية أمريكية، فهذا أمر لا يعنيهم بل يتجاهلون هذا، وتذهب الوفود إلى البلدين وكان الأمر لا يعنيهم أو أنهم موافقون على هذه التدخلات.

فقد كشف التحالف التركى الإيرانى والذى سينضم إليه بعد قليل إسرائيل بصورة مباشرة أن أطماع دول الجوار وطموح حكامها أكبر من أطماع الاستعمار الذى عانينا منه لسنوات طويلة.

الأمن القومى العربى من المحيط إلى الخليج معرض للخطر، وهناك دول أصبح قرارها السيادى مرتهن بإيران، مثل: العراق وسوريا، ودول قرارها فى يد تركيا، مثل: قطر وغرب ليبيا، وهى الدائرة التى يريدون أن تتسع فى شرق وغرب الوطن العربى.

نحتاج إلى موقف عربى موحد ضد الأطماع الإيرانية التركية الإسرائيلية، حتى تثق الشعوب فى حكامها وتعلم أن القرار السيادى لأى دولة ينبع من مصالح شعوبها وليس لانتماءات قياداتها الدينية أو السياسية أو المذهبية.