عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحديث مستمر عن الفلاسفة العظماء الذين غيروا التاريخ على وجه الأرض، واليوم نتحدث عن الفيلسوف «ابن خلدون» وهو عبد الرحمن بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولى الدين الحضرمى الإشبيلى، ولد فى تونس وشب فيها وتخرّج من جامعة الزيتونة، ولىَ الكتابة والوساطة بين الملوك فى بلاد المغرب والأندلس ثم انتقل إلى مصر حيث قلده السلطان برقوق قضاء المالكية. ثم استقال من منصبه وانقطع إلى التدريس والتصنيف فكانت مصنفاته من أهم المصادر للفكر العالمى من أشهرها كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر فى معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوى السلطان الأكبر.

ابن خلدون مؤرخ من شمال أفريقيا، تونسى المولد أندلسى حضرمى الأصل. عاش بعد تخرجه من جامعة الزيتونة فى مختلف مدن شمال أفريقيا، حيث رحل إلى بسكرة وغرناطة وبجاية وتلمسان، كما تَوَجَّهَ إلى مصر، حيث أكرمه سلطانها الظاهر برقوق، ووَلىَ فيها قضاء المالكية، وظلَّ بها ما يناهز ربع قرن، حيث تُوُفِّىَ عن عمر بلغ ستة وسبعين عامًا ودُفِنَ قرب باب النصر بشمال القاهرة تاركا تراثا ما زال تأثيره ممتدا حتى اليوم ويعتبر ابنُ خَلدون مؤسسَ علم الاجتماع الحديث ومن علماء التاريخ والاقتصاد.

وأسرة ابن خلدون أسرة علم وأدب، فقد حفظ القرآن الكريم فى طفولته، وكان أبوه هو معلمه الأول، شغل أجداده فى الأندلس وتونس مناصب سياسية ودينية مهمة وكانوا أهل جاه ونفوذ، نزح أهله من الأندلس فى منتصف القرن السابع الهجري، وتوجهوا إلى تونس، وكان قدوم عائلته إلى تونس خلال حكم دولة الحفصيين. يتعقب ابن خلدون أصوله إلى حضرموت وكان اسمه العائلى الحضرمى وذكر فى موسوعته كتاب العبر المعروفة باسم « تاريخ ابن خلدون « أنه من سلالة الصحابى وائل بن حجر وأنّ أجداده من حضرموت.

رحل ابن خلدون بعلمه إلى مدينة بسكرة حيث تزوج هناك، ثم توجه إلى فاس حيث ضمّه أبو عنان المرينى إلى مجلسه العلمى واستعمله ليتولى الكتابة مؤرخًا لعهده وما به من أحداث، وقُدّر لابن خلدون رحيلٌ آخر عام 1363 ميلادى إلى غرناطة ومن ثمّ إلى إشبيلية ليعود بعد ذلك لبلاد المغرب، فوصل إلى قلعة ابن سلامة (مدينة تيارت الجزائرية حاليًا) فأقام بها أربعة أعوام وشرع فى تأليف كتاب العبر وأكمل كتابته بتونس ثم رفع نسخة من كتابه لسلطان تونس، ملحقا أيّاها بطلب الرحيل إلى أرض الحجاز لأداء فريضة الحج، ووجد ابن خلدون سفينة تستعد للعودة إلى الإسكندرية فركبها وتوجه إلى القاهرة حيث قضى بقية حياته، وتولى هناك القضاء المالكى بمصر بوصفه فقيهًا متميزًا خاصة أنه سليل المدرسة الزيتونية العريقة. وكان فى طفولته قد درس بمسجد القبة الموجود قرب منزله سالف الذكر المسمى «سيد القبة». توفّى ابن خلدون فى القاهرة سنة 1406 م (808 هـ). ومن بين أساتذته الفقيه الزيتونى الإمام ابن عرفة حيث درس بجامع الزيتونة المعمور ومنارة العلوم بالعالم الإسلامى آنذاك.

وللحديث بقية