رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

للوهلة الأولى.. قد يبدو للبعض أن القرار الذى اتخذه الرئيس الأمريكى ترامب ببدء سحب قواته من سوريا هو قرار مفاجئ.. أو مؤشر إيجابى على طريق عودة الاستقرار والسلام إلى البلد الشقيق الذى مزقته الحروب وصارت أرضه وسماؤه مرتعاً لجيوش القوى الإمبريالية العالمية الجديدة من جانب.. ولميليشيات ومرتزقة الإرهاب وتجار الدين ومشعلى حرائق الصراعات المذهبية والعرقية من جانب آخر.. خاصة فى ظل الخطاب الإعلامى المخادع الذى استخدمه ترامب فى إعلان قراره.. وربطه هذه القرار بما يعتبره انتصارا للقوات الأمريكية على «داعش».

< لكن..="" هل="" هذه="" هى="">

لكى نتفهم الأبعاد والتداعيات الحقيقية لهذا القرار.. علينا أن نعلم أولاً: ماذا كان يفعل الجيش الأمريكى فى سوريا؟.

الثابت هو أن القوات الأمريكية فى سوريا كانت تتشكل من نحو 2000 جندى يشكلون قوة برية تعمل فى مناطق سيطرة ما يسمى بـ«قوات سوريا الديمقراطية وقوات حماية الشعب الكردى».. وهذه المناطق هى تحديدا الواقعة فى شرق نهر الفرات و«منبج».. أى المناطق الكردية القريبة من الحدود التركية.. وهى التى تشكل أيضاً منطقة عمليات عسكرية بالنسبة للجيش التركى الذى يخوض حرباً طاحنة ضد «الانفصاليين الأكراد».

< من="" أجل="">

كان أول رد فعل من جانب أكراد سوريا.. أو «قوات سوريا الديمقراطية» على وجه التحديد هو أنها اعتبرت هذا القرار الأمريكى «طعنة فى الظهر وخيانة لدماء آلاف المقاتلين» من قواتها التى سيطرت خلال الأشهر والسنوات الماضية على أكبر بقعة جغرافية خاضعة لسيطرة تنظيم «داعش».

كما اعتبر المعارضون السوريون هذا القرار بمثابة «ضوء أخضر» من واشنطن إلى «جيش أردوغان» لانتزاع السيطرة على هذا المنطقة من بين أيدى الأكراد.. كما أنه يهدف إلى امتصاص غضب تركيا ومنعها من التخلى عن تحالفها مع الغرب لصالح روسيا.. ويربط مراقبون بين القرار اﻷمريكى وبين صفقة سلاح تحصل تركيا بموجبها على منظومة «باتريوت» الأمريكية المضادة للصواريخ والطائرات.. كبديل عن حصولها على منظومة «إس - 400 الروسية».

< نعود="" إلى="">

هل كان القرار الأمريكى مفاجئاً حقاً؟.

إجابة السؤال هى: أن ترامب سبق له أن لوَّح إلى هذا القرار من قبل.. وتحديدا عقب أيام من قراره تسمية مايك بومبيو وزيراً جديداً للخارجية الأمريكية فى مارس الماضى.. وهو ما اعتبره الكثيرون فى ذلك الوقت «قراراً عفوياً» لن يقدم ترامب على تنفيذه فعلياً لأنه سيكون خطأ قاتلاً يترك المنطقة للاعبين يدخلونها فى دوامة من الفوضى العارمة أكثر حدة وتعقيداً من الوضع الحالى.. كما أنه سيكون خطوة باتجاه فقدان أمريكا لأهميتها الاستراتيجية فى المنطقة لصالح روسيا وإيران.

< وهنا="" نتصور="" 4="" تداعيات="" للقرار="">

< أولاً:="" أن="" يتعرض="" أكراد="" سوريا="" لمجازر="" تاريخية="" على="" أيدى="" الأتراك..="" وهو="" ما="" لوّح="" به="" فعلاً="" وزير="" الدفاع="" التركى="" بعد="" ساعات="" قليلة="" من="" قرار="" ترامب..="" حيث="" قال:="" «إن="" المسلحين="" الأكراد="" شرق="" الفرات="" سيدفنون="" فى="" خنادقهم="" فى="" الوقت="" المناسب»..="" فى="" إشارة="" إلى="" قرب="" شن="" الجيش="" التركى="" عملية="" عسكرية="" واسعة="" ضد="" وحدات="" حماية="" الشعب="" فى="" شمال="">

< ثانياً:="" استبعاد="" أن="" يتحرك="" الجيش="" السورى="" النظامى="" مدعوماً="" بالقوات="" الروسية="" الحليفة="" من="" أجل="" السيطرة="" على="" المنطقة="" بعد="" الانسحاب="" الأمريكى..="" لأنهم="" لا="" يرغبون="" فى="" الدخول="" فى="" مواجهة="" عسكرية="" مباشرة="" مع="" الأتراك..="" بدليل="" أن="" الرئيس="" الأسد="" تجاهل="" تماماً="" النداءات="" التى="" سبق="" أن="" وجهتها="" له="" «وحدات="" حماية="" الشعب="" الكردية»="" من="" أجل="" دفع="" الجيش="" السورى="" إلى="" منطقة="" شرق="" الفرات="" واستلامها="" حتى="" لا="" يتمكن="" الأتراك="" من="" السيطرة="">

< ثالثاً:="" ربما="" لا="" يمثل="" القرار="" الأمريكى="" إلا="" «مناورة="" سياسية»="" تجاه="" الأتراك..="" وقد="" لا="" يتجاوز="" هذا="" الانسحاب="" رحيل="" قوات="" محدودة="" العدد..="" مع="" احتفاظ="" واشنطن="" بقواعدها="" العسكرية="" فى="" الأراضى="" السورية="" التى="" لن="" تتركها="" بسهولة="" للطموحات="" الإيرانية="" والروسية..="" خاصة="" أن="" هناك="" «لاعبين="" آخرين»="" فى="" المسألة="" السورية="" يرغبون="" فى="" بقاء="" القوات="" الأمريكية..="" ويمولون="" تكلفة="" هذا="">

< رابعاً:="" من="" المؤكد="" أنه="" سيتم="" الدفع="" بإسرائيل="" كورقة="" ضغط="" لتخويف="" إيران="" من="" محاولة="" جنى="" ثمار="" «الانسحاب="" الأمريكى="" المزعوم»..="" وهذا="" هو="" مغزى="" الرسالة="" التى="" وجهها="" رئيس="" الوزراء="" الإسرائيلى="" نتنياهو="" بالأمس="" إلى="" طهران..="" قائلاً:="" «إن="" إسرائيل="" ستصعد="" المعركة="" ضد="" إيران="" فى="" سوريا="" بتأييد="" ودعم="" كاملين="" من="" الولايات="">