عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

نواصل الحديث عن خير البرية, وأفضل البشر, وخاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, ونتحدث اليوم عن أحواله مع الحيوانات, وهى بلا شك معجزات لا يمكن لِمُنصفٍ تجاهلها، لأن بعض الصحابة شهدها بأعينهم، وليس من سمع كمن رأى، كما جاء على لسان نبينا إبراهيم (رب أرنى كيف تحيى الموتى) وثبتت فى صحيح الأخبار، وجعلها الله شاهداً على صدقه، ودليلاً من دلائل نبوته، وكان لها الأثر البالغ فى معرفة عِظم قدْر وعلو منزلة نبينا صلى الله عليه وسلم، والتى منها: شكوى الجمل وسجوده له، وشهادة الذئب بنبوته، وتوقير الوحش وتأدبه معه، وحصول البركة للناقة والشاة والفرس لملامستهم له.. ولا عجب فى ذلك؛ فإنه ليس مِنْ شىء فى الأرض ولا فى السماء إلا ويعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم نبى ورسول من عند الله، فعن جابر بن عبدالله- رضى الله عنه- قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر، حتى إذا دفعنا إلى بستان من بساتين بنى النجار، إذا فيه جمل، لا يدخل البستان أحد إلا شدَّ عليه، قال: فذكروا ذلك للنبي- صلى الله عليه وسلم-، فجاء حتى أتى البستان، فدعا البعير، فجاء واضعاً مِشفرَهُ (شفته) إلى الأرض، حتى برك بين يديه، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: (هاتوا خطاماً) فخطمه، ودفعه إلى صاحبه، ثم التفت إلى الناس، فقال: (إنه ليس شىء بين السماء والأرض لا يعلم أنى رسول الله، إلا عاصى الجنِّ والإنس) رواه أحمد وحسنه الألبانى.

ومن عجيب المعجزات والدلائل النبوية الصحيحة لنبينا- صلى الله عليه وسلم- مع الحيوان: أن الله عز وجل أنطق الذئب، فتكلم وأقر بنبوته، بل ودعا الناس إلى الإيمان به؛ خبر ذلك رواه أبوسعيد الخدري- رضى الله عنه- قال: عدا الذئب على شاةٍ فأخذها، فطلبه الراعى، فانتزعها منه، فأقعَى (جلس) الذئب على ذَنَبِه (ذيله)، وقال: ألا تتقى الله؟ تنزع منى رزقًا ساقه الله إليَّ؟ فقال: يا عجبي! ذئبٌ مقع على ذَنَبِه، يكلمنى بكلام الإنس؟ فقال الذئبُ: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟: محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق، قال: فأقبل الراعى يسوقُ غنمهُ حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله فأخبره، فأمر رسول الله فنودى: الصلاة جامعة، ثم خرج، فقال للراعى: (أخبرهم) فأخبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صدق، والذى نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى تكلِّم السِّبَاعُ الْإِنْسَ، وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ (طرف) سَوْطِهِ وَشِرَاكُ (سير) نَعْلِهِ، ويخبره فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أهلهُ بعده) رواه أحمد وصححه الألبانى.

وروى أنس بن مالك رضى الله عنه، قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فزع أهل المدينة ليلة فركب فرساً لأبى طلحة بطيئاً، ثم خرج يركض وحده، فركب الناس يركضون خلفه، فقال: (لن تُراعوا، لن تُراعوا) رواه البخارى، قال أنس رضى الله عنه: «فوالله ما سُبِقَ (فرس أبى طلحة) بعد ذلك اليوم».

وقال جابر بن عبدالله- رضى الله عنه-: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزاة، فأبطأ بى جملى، فأتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لى: (يا جابر!) قلت: نعم، قال: (ما شأنك؟) قلتُ: أبطأ بى جملى، وأعيا، فتخلفت، فنزل فحجنَه بمحجنِه (عصا معوجة)، ثم قال: (اركب) فركبت، فلقد رأيتنى أكفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) رواه مسلم.

 

[email protected]