رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشعب يريد:

أستاذى إبراهيم سعدة أهنئ بك تراب مصر حيث استقبلك وكله وفاء ولا يعرف الجحود ولمَ لا؟ ألم يرو بدم خيرة شباب مصر.. إن تراب مصر له روح وقلب وأظنه يعى قدرك وقيمتك بما يفوق عقل وقلب بعض البشر.

تراب مصر يا أستاذنا لم يتباه بأن احتضنك أو حصل على صورة معك أو حتى مع جثمانكم المسجى فى مبنى أخبار اليوم القديم والأصيل.. تراب مصر لم يتقدم ضدك ببلاغات كيدية حتى لا تكتب، لأن «آخر عمود» كان اختباراً وامتحاناً يومياً لكثيرين كانوا لا يرقى كبيرهم ليكون تلميذاً لكم.. كنت راضياً وكبيراً وراقياً فى حديثكم وحفاوتكم حتى آخر لحظة ونفس.. وأشهد الله أن المرض بالرغم من قسوته وشراسته لم ينل منك ولم ينجح فى أى تغيير على وجهكم البشوش وابتسامتكم الوضاءة، ولم ينل من تفاؤلكم وأملكم فى تلاميذ منهم الوفى والراضى السعيد ومنهم من فقد الأمل حتى فى نفسه..

أستاذى الفاضل يشعر من ترك الحياة بمن يعيشونها وأظن أنك تسمعنى وأقول لكم إن بطولاتك الصحفية كتبها أساتذة وزملاء، وقصة «المهزوز» أبدعها الكاتب الوفدى عبدالعظيم الباسل تلميذكم فى «مايو» جريدة الحزب الوطنى المنحل الذى جعلتها تسجل رقم المليون نسخة وأحياناً تزيد على المليون بعدد 250 ألف نسخة، وقصة «استكتاب الأستاذ هيكل» كتبها صحفيون ولكنى أريد أن أسجل اليوم بطولة أخرى يا رائد صحافة الملايين أسجل أنك قدمت للمجتمع المصرى ابنة غالية سيدة راقية تحسن الاستقبال سريعة البديهة قمة فى الأدب والاتزان، جديرة بأن تكون ابنتكم الغالية بكبريائها وعطائها وحسن لقائها، إنها شخصية فريدة حافظت على جينات تعكس حسن التربية والتعليم والأصالة والنزاهة ومثلكم تماماً يا أستاذنا الكبير، فهى تتعامل مع الناس يوماً بيوم ولا تتذكر سوء فهمهم الماضى ولا ضعف نفوسهم وتلتمس لهم الأعذار.. لقد عملت بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تضيع من تعول وعلمت ابنتكم وأبناءكم الصحفيين ولم تبخل عليهم أبداً، فكلنا أبناؤك وتلاميذك لم تكن تعامل أحداً بعمله وإنما تعامله بدستورك وكرمك وعلمك وتلتمس للجميع الأعذار مهما أساء أحدهم لك.

أستاذنا لك دعواتى بالرحمة والمغفرة مع صادق عزائى للسيدة الجليلة حرمكم والسيدة الغالية نيفين سعدة وزوجها وأبنائهما وكل محبيك، ولنا جميعاً الصبر والسلوان والعظة من موت عملاق الصحافة.