عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

هل هناك فعلاً الآن ما يمكن أن يطلق عليه البعض: «خطة سلام أمريكية جادة تعمل عليها إدارة ترامب»؟

وهل من اللياقة أو اللباقة.. أو الضمير.. أن يتحدث هذا «البعض» عن «السلام الأمريكي».. بينما تموج الشوارع العربية والإسلامية.. والدولية أيضاً.. بعواصف الغضب والرفض للسياسات الأمريكية المقوضة لجهود السلام والتسوية العادلة للصراع العربى  الفلسطينى؟!

•• وصف وحيد

يمكن إطلاقه على أى حديث الآن عن جدية «مشروع السلام الأمريكي».. وهو أنه «خيانة مفضوحة».. ليس فقط للقضية الفلسطينية.. بل هو أيضاً خيانة لحقوق كل الشعوب العربية والإسلامية.. و«انبطاح فج» أمام الجبروت والصلف الأمريكيين.. وهو كذلك خرق مخز للإجماع الشعبى والرسمى فى العالم كله على إدانة قرار ترامب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.. ذلك القرار الذى أنهى تماماً الدور الأمريكى فى «عملية السلام».. والذى عزلت به الولايات المتحدة نفسها عن المجتمع الدولى.. لتكون على حد وصف وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى «ضمن الأقلية المارقة جنباً إلى جنب مع دولة الاحتلال».

•• هؤلاء

الذين مازالوا يتحدثون عن مشروع السلام الأمريكى.. هل سألوا أنفسهم: أى سلام هذا الذى يمكن أن يرعاه أو يمنحه هؤلاء المارقون على أنقاض عروبة القدس.. وبعد أن نقضوا من الأساس كل العهود والمواثيق والقرارات والاتفاقيات والمرجعيات الدولية التى بنيت عليها كل الخطوات والمفاوضات السابقة لإيجاد سلام جاد وعادل.. يحفظ حقوق الفلسطينيين الوطنية المشروعة فى إنهاء الاحتلال الاسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية على أراضى عام 67 بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين؟

•• هل نسوا

أن هذه الحقوق هى التى تشكل أساس المبادرة العربية للسلام التى ارتضاها الفلسطينيون.. والعرب.. مسار لمفاوضات الحل السلمى للصراع.

بل.. هل تناسوا هذه المبادرة العربية أصلاً.. التى هى فى حقيقتها مبادرة سعودية.. وذلك لحساب ما يعتبرونه «مبادرة أمريكية».. رغم أن كل ما تكشف حتى الآن من جانب واشنطن لا يرقى إلى مستوى الإيحاء.. ولو من حيث الشكل.. إلى وجود مشروع أو خطة حقيقية لحل يمكن أن ينال رضا وتوافق جانبى الصراع؟

•• الحقيقة

إن إدارة ترامب لم يظهر منها حتى الآن أى شىء ينبئ بجديتها فى السلام.. بل هم يحطمون ويدمرون كل ما سبق بناؤه من إجراءات ثقة ومبادئ يمكن أن تقود إلى أية تسوية سلمية.. ولا يخجلون حتى من الإفصاح بموقفهم المتشدد الداعم للطرف الإسرائيلى.

فكيف يكون هؤلاء جادين فى دعمهم لعملية السلام بعد أن قفزوا على واحدة من أهم وأعقد ما كان يسمى بقضايا «الوضع النهائى» للتسوية.. وهى قضية هوية القدس وسيادتها.. ونسفوا بذلك أية أفكار يمكن تقديمها من أجل السلام؟ وكيف يكونون جادين أيضاً فى رعايتهم للمفاوضات.. بعد أن أغلقوا مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن.. الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى.. ومع من سيتفاوضون.. وعلى أى شىء يمكن أن يتفاوض الفلسطينيون تحت رعايتهم؟

•• وكيف يجرؤ أى من كان بعد ذلك أن يواصل حديثه عن وجود خطة سلام جادة لدى ترامب؟