رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

الدولة ترفع شعار تشجيع الاستثمار وجذب المستثمرين، والرئيس عبدالفتاح السيسى يبذل قصارى جهوده فى الداخل والخارج للترويج للاستثمار مؤكداً أن الاستقرار استثمار، وأنه يزيل أى معوقات أو عراقيل تواجه المستثمرين، ولكن المشكلة هى الموظفون الذين يصرون على الروتين والأيادى المرتعشة التى تعرقل دفع عجلة الاستثمار، وبعض كبار رجال الأعمال الذين لا يريدون منافسين جدداً!

جذب الاستثمارات الأجنبية مهم للغاية لدعم الاقتصاد القومى وتوفير فرص عمل جديدة تحد من البطالة، ولكن الصناعات الصغيرة التى يقوم بها صغار رجال وسيدات الأعمال تعد عصب الاقتصاد فى بعض الدول وهى التى توفر ملايين من فرص العمل وتدفع الشباب للاعتماد على النفس واقتحام سوق العمل دون انتظار للوظيفة الحكومية أو الميرى.

وهناك دول استطاعت أن تنهض باقتصادها القومى عبر الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، فالصين تدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة التى تلعب دوراً بالغ الأهمية فى التنمية الاقتصادية وتساهم بحوالى 60 فى المائة فى الإنتاج الصناعى وتستوعب حوالى 75 فى المائة من القوى العاملة، والشركات الكبرى تحتضن المشروعات الصغيرة ولا تحاربها.

وفى كوريا الجنوبية، الحكومة تمنح العديد من المزايا للمشروعات الصغيرة مثل الإعفاءات الضريبية، وتخفيض الرسوم الجمركية على وارداتها من المنتجات التى لا تنافس الإنتاج المحلى، وأنشأت الدولة بنكاً خاصاً لهذه المشروعات، وهيئة تقدم الدعم الفنى لها وتدرب العاملين، وهناك دول أخرى مثل الهند تعطى دفعة قوية للصناعات الصغيرة التى توفر ملايين من فرص العمل وتساهم بقوة فى دعم الاقتصاد القومى.

فى الحقيقة، الدولة المصرية فى الفترة الأخيرة تدعم بجدية الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وهناك نماذج ناجحة من الشباب المصرى الذى أقام مشروعات ومصانع صغيرة بدعم جهاز تنمية المشروعات الصغيرة، ولكن ما زال بعض الشباب يعانى من التعقيدات والعراقيل البنكية التى يتمسك بها موظفو البنوك، بحكم الروتين الذى اعتادوا عليه وأدمنوه، وقد شهدت بنفسى كيف أثار موظف أحد البنوك إحباط فتاة خريجة حديثاً من الجامعة، أرادت أن تطلب قرضاً بقيمة 5 آلاف جنيه، ففوجئت بطلبات وأوراق ومستندات يكلفها استخراجها أكثر من مبلغ القرض!

هناك شباب يحتاج لمبالغ صغيرة لشراء ماكينة صغيرة أو مواد خام يبدأ بها مشروعه حتى لو كان من الشقة التى يقيم بها، مثل مشروعات الأسر المنتجة التى تشجعها بعض الدول التى نهضت باقتصادها عبر المشروعات الصغيرة، ولكن تعقيدات الحصول على القرض الصغير تحول دون تحقيق حلمه، ويضطر للجلوس على المقاهى فى انتظار وظيفة!

ولكن فى الحقيقة، هناك آلاف الشباب المصرى الذى استطاع أن يدخل فى مواجهة، وينتصر على التعقيدات والتحديات، وأقام مشروعات ناجحة يسلط الإعلام الضوء عليها.