عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

ليس أغرب من أن تكون روسيا أحرص على مستقبل سوريا، وعلى علاقة سوريا بالعرب، بل وبالجامعة العربية نفسها، من العرب أنفسهم. 

إن هذا هو على الأقل ما يفهمه المتابع للأحوال فى المنطقة، من بين ثنايا الزيارة المفاجئة التى قام بها الرئيس السودانى عمر البشير الى دمشق، والتقى هناك بالرئيس بشار الأسد، الذى استقبل ضيفه فى المطار ثم اصطحبه الى حيث أكملا الحديث فى القصر الرئاسى السورى! 

لقد كان السؤال منذ اللحظة الأولى للزيارة هو عن معنى هذا التوقيت لها بالذات، ثم عن السبب الذى دفع البشير إلى إتمام زيارته، ثم عن مدى الأمان الذى يمكن أن يتوفر لطائرة مدنية تحمل الرئيس السودانى، فى سماء سوريا تمتلئ بالطائرات العسكرية الروسية، والأمريكية، والإسرائيلية، والإيرانية، والتركية، وغيرها مما لا يظهر لنا بالعين المجردة؟! 

وإذا كان قد قيل فى الأنباء إن طائرة عسكرية روسية من نوع توبوليف ١٥٤، هى التى حملت الرئيس الزائر الى العاصمة السورية، فالاهتمام الروسى الواضح جداً بالزيارة، والتعليق الفورى عليها من جانب موسكو، يؤكد خبر هذه الطائرة العسكرية الروسية.. إنها الوحيدة القادرة على الطيران فى الفضاء السورى فى مثل حالته الراهنة التى تجعله نهباً للطيران العسكرى من كل اتجاه! 

وعندما علق قصر الرئاسة الروسى على زيارة البشير، بأن الزعيم الروسى بوتين يأمل أن تقود الى عودة سوريا الى محيطها العربى، بسرعة، وأن يعود الأسد إلى مقعده الشاغر فى جامعة الدول العربية، تأكد عندئذ، أن الرئيس السودانى ما كان يستطيع المغامرة بمثل زيارته، ما لم يكن قد حصل على ضوء أخضر من الروس، الذين يسيطرون على السماء السورية بشكل شبه كامل. 

وربما يكون القارئ قد استغرب وهو يتابع أصداء الزيارة، إنها الأولى لسوريا على هذا المستوى عربياً، منذ عام ٢٠١١، عندما اشتعلت أحداث ما لا يزال يتسمى بأنه ربيع عربى! 

ولكن الثابت أن الشأن السورى الخارجى قد انتقل منذ ذلك التاريخ، من محيطه العربى الطبيعى، إلى كل محيط آخر نتصوره، وخصوصاً الى المحيط الإيرانى الذى كان هو الأسبق، ومن بعده المحيط الروسى، ومن بعدهما المحيط التركى، ثم أى محيط رابع تتخيله، إلا أن يكون محيطاً عربياً! 

ولا يزال بوتين يقول إنه يريد للزيارة السودانية، أن تكون سبيلاً إلى عودة السوريين الى مقعدهم المُعلق فى الجامعة، منذ انطلاق أحداث الربيع إياه، وأن تكون هذه العودة قبل القمة الاقتصادية العربية، التى ستنعقد فى بيروت منتصف الشهر المقبل. 

وأياً كانت الأهداف الروسية من وراء هذه التحركات كلها.. وجميعها تصب فى الصالح الروسى فى الغالب.. فالأمل أن تكون هذه هى بداية الى إفاقة عربية تنقذ ما تبقى فى سوريا.. إفاقة تعيد قبر صلاح الدين فى دمشق من الأسر الروسى الإيرانى التركى.. فالقبر الشهير واقع فى الأسر.. والمقعد الشاغر ينادى صاحبه!