عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

تعرف فلان؟.. أيوه.. شوفت مكتبته؟.. لا.. يبقى ماتعرفوش.. هكذا الأمر قبيل ثورة يناير.. ولا أعرف هل هذا المنهج ممتد حتى اليوم أم تغير بعد الثورة.. من مكتبتك أستطيع أن أصنفك.. إسلامى.. مسيحى.. ملحد.. علمانى.. يسارى.. ليبرالى.. حزب وطنى.. تافه.. المهم أن تكون لك مكتبة نظيفة من الأتربة والغبار أقوم بفحصها حتى أعرفك.. ومع ذلك أراهن أن مكتبتك ذابت وتحولت إلى شاشات ولكن لا يضر التفتيش على الشاشات وأحيانا الخبايا والنيات داخل الذات.. ولكن هل نجحت القسوة مع الأفكار فى منع الثورة.. كلنا يعلم الإجابة.. فأنت تتعامل مع صاحب فكر بعداء ولا تتعامل مع الواقع المحيط لصاحب الفكر.. وهناك فارق بين من يحمل أفكاراً ومن تحركه الأفكار.. ولماذا اللجوء إلى غسيل الأدمغة طالما لم يتعد صاحب الفكر الخط الأحمر ويتحول إلى أداة تدمير وإرهاب.. من حقى أن أكون إسلامياً أو مسيحياً أو علمانياً يسارياً أو ليبرالياً طالما أننى لم أتعدَ على الغير أو أحاول تغير مساره ليركب سفينة فكرى بالقوة.. قال تعالى فى القرآن الكريم «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى. وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا. إن أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ. إن اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ».

إنها حكمة الاختلاف والخلاف.. فى الثمانينات كنت مهووساً بمكتبة عمى المخرج الإذاعى والمؤلف المسرحى إبراهيم الدسوقى رحمه الله، وكانت كتبه فى السياسة والأدب والفلسفة لكتاب روس ومع هذا الشغف لم أجد نفسى رفيقاً.. وانغمست فى التراث الصوفى ولم أجد نفسى درويشاً، وفى كتب السلفية لم أتسلف وحتى الليبرالية لم تحركنى.. شكوت نفسى فوجدتها ترفض ارتداء ثوب أى فكر بعيداً عن الأخطار.. مجتمعنا يحتاج إلى التعايش مع الاختلاف.. الأفراد أنفسهم يحتاجون إلى التخلص من الديكتاتورية الفكرية التى تجعلنا نظلم بعضنا.. ونسينا أن الله خلقنا مختلفين.. وأن الفكر لا يتغير بالضغط على زر.. تحولنا إلى مصارعين على حلبات الشاشة والشوارع والمقاهى والصالونات وعلى الأوراق الصحفية والكتب والتواصل والإعلام.. لم نترك موضعاً للتصالح ولم يعد هناك مكان يخلو من بقعة تقاتل الأفكار. والفضل يعود لبرامج التوك شو المصرية التى تعيش على تدمير المجتمع من خلال طرح قضايا شائكة وفتن.. دعونا نركز فى التعمير وترك قضايا التشكيك فى الدين وسكب الزيت على النار.. لا أجد الخير فى إشعال الفتنة والاحتقان وصبغ حادث جنائى عادى بين مسلم ومسيحى الصبغة الطائفية. هذا مثال من بين عشرات وقائع بث الكراهية.. علاوة على عتاة «فرش الملاية» على الشاشات.. دعونا من أوهام الخوف ولنعمل على سد فجوة الاختلاف. نحتاج إلى السلام الاجتماعى اليوم أكثر من الماضى بمزيد من الخطوات.

[email protected]