رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

لا يمكن أن نهتم بالألعاب الرياضية ـ فى مدارسنا ـ دون أن نعيد حوش المدرسة ليقوم بدوره كما يجب.. فلا مدرسة، كبرت أو صغرت، دون وجود هذا الحوش.. وربما كان سبب بناء المدارس خارج الكتل السكنية ـ زمان ـ هو توفير مساحة كافية لهذا الحوش متعدد المهام..  وربما ـ فى مدينة دمياط ـ خير مثال.. إذ كانت مدرسة دمياط الابتدائية والثانوية ملاصقة تماماً للأراضى الزراعية.. وكانت فى آخر بقعة سكنية فى أقصى جنوب المدينة.. وكذلك أيضاً كانت مدرسة دمياط الصناعية الثانوية..

وحوش المدرسة مهمته الأولى هى اصطفاف أى وقوف التلاميذ فيه؛ اذ بمجرد دق الجرس كان تلاميذ كل فصل يقفون «تمام» وأمام كل فصل يقف مدرسه.. وكان التلاميذ يخضعون ـ وهم فى هذا الوقوف ـ لعمليات رقابة صارمة تبدأ بمراقبة الشئون الصحية بفحص شعر التلاميذ وأيضاً أظافرهم.. بل ومدى نظافة الأحذية والملابس. ثم تكون المهمة  التالية من هذا الاصطفاف هى «تحية العلم» لكى نتعلم جميعاً كيفية الولاء للعلم الذى هو رمز الوطن. ثم الهتاف الأساسى بحياة ملك مصر والسودان.. والتحية للوطن نفسه.

< ولأننا="" كنا="" نعيش="" حياة="" تعليمية="" متكاملة="" فى="" المدرسة..="" من="" فنون="" ورياضة="" وأشغال="" وموسيقى="" ونشاط..="" كان="" الولاء="" للوطن="" قد="" رسخ="" فينا="" ـ="" ونحن="" بعد="" حول="" العاشرة ="" من="" عمرنا="" ـ="" وكان="" شيئاً="" أساسياً..="" ومن="" هنا="" ينمو="" الولاء="" وعشق="" الوطن..="" وإذا="" كان="" بعضنا="" الآن="" يسخر="" من="" حصص="" الرياضة،="" والأصح="" التربية="" الرياضية="" فإنما="" كان="" ذلك="" لأنهم="" كانوا="" ـ="" أو="" أقلهم="" ـ="" ينظرون="" إليها="" نظرة="" بعيدة="" عن="">

وكان حوش مدرستنا الابتدائية ـ ثم الثانوية مساحته الخالية أكبر من كل المساحة التى تشغلها مبانى المدرسة.. ومازلت أحن إلى حوش مدرستى هذه. كان فيها ملعب لكرة القدم ـ بمقاييس دولية ـ  وملعبان  لكرة السلة.. وملعب للكرة الطائرة.. فضلاً عن ثلاث حدائق كلها خضرة وورود وأشجار.. أما الألعاب الداخلية فكان لها جمانزيوم على أحدث النظم: للمتوازيين والعقلة  والحصان وللمصارعة ورفع الأثقال والملاكمة.. ولم نشاهد يوما صالة الألعاب هذه مغلقة اذ كانت أبوابها مفتوحة ما دامت الدراسة مستمرة.. بل كانت  تفتح أبوابها أيضاً خلال الاجازات.. والاجازة الصيفية الكبيرة.

<  وكانت="" طاولات="" لعبة="" البنج="" بونج="" منصوبة="" باستمرار="" «تحت="" المظلة»="" التى="" كانت="" تعلوها="" قاعة="" السينما="" لعرض="" الأفلام="" التعليمية="" ليس="" فقط="" فى="" الفسحة.. ="" ولكن="" خلال="" الدروس="" أيضاً.="" وكانت="" المدرجات="" ـ="" ربما="" مازالت="" موجودة="" تستقبلنا="" لنشاهد="" هذه="" الأفلام="" التعليمية..="" المتقدمة..="" ولا="" ننسى="" هنا="" أن="" نقول="" إن="" ملاعب="" هذه="" المدرسة="" كانت="" تستقبل="" الفرق="" الرياضية="" الأخرى="" من="" المدارس="" الأخرى..="" ومن="" فرق="" الشرطة="" والملجأ="" وأيضاً="" المصانع..="" من="" داخل="" المدينة..="">

< ومع="" زيادة="" عدد="" التلاميذ="" بدأت="" عملية="" الزحف="" إلى="" هذه="" الملاعب="" لنبنى="" فوقها="" فصولا="" إضافية..="" واستمرت="" عمليات="" الزحف="" إلى="" أن="" اختفى="" تماما="" حوش="" المدرسة..="" ليس="" فقط="" لطابور="" الصباح="" «التربوي»..="" ولكن="" أيضا="" لمزاولة="" النشاط="" الرياضى ="" الذى="" كان="">

وإذا أردتم إحياء حصص الألعاب الرياضية.. أعيدوا حوش المدرسة «أولاً» فلا مدرسة دون هذا الحوش.. ولذلك كنا زمان نعشق المدرسة.. بل ونتلهف على الذهاب إليها.. لأنها كانت تلبى لنا كل رغباتنا!!