رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

قبل أيام.. حذرنا من التحركات الخبيثة لتنظيم الإخوان الإرهابي العالمي في فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية.. واتخاذها من بعض عواصم دول القارة العجوز بؤرًا لإعادة تنظيم صفوف الجماعة.. ومنصات لإطلاق عملياتها السرية.. بعد الضربة القاضية التي تلقوها في مصر على أيدي ثوار 30 يونيو.

كان ذلك بمناسبة القبض على الإرهابي الإخواني عبد الرحمن عز في أحد المطارات البريطانية وهو في طريقه إلى باريس.. متخفيا خلف ستار التغطية الصحفية لاحتجاجات السترات الصفراء.. بينما كان في حقيقة الامر متوجهًا الى العاصمة الفرنسية للانضمام الى زملائه من مرتزقة الجماعة المأمورين من أسيادهم في واشنطن وأنقرة والدوحة بأعمال الفوضى والتخريب والتدمير في «بلاد النور والحرية».

•• واليوم

جاء الخبر اليقين من عاصمة أوروبية أخرى.. هي العاصمة الألمانية برلين.. حيث حذر جهاز الاستخبارات الداخلية في ألمانيا من أن تنظيم الإخوان أخطر على البلاد والديمقراطية من داعش والقاعدة.. الأمر الذي يستدعي تحركا سريعا لمواجهة هذا التهديد.

وكشف تقرير صادر عن الاستخبارات عن أن تنظيم الإخوان له تأثير كبير على الجالية المسلمة في ألمانيا.. وهو ما يشكل خطرا على الديمقراطية.. وأوضح التقرير أن الأجهزة الأمنية تشعر بقلق من «حصول تأثير كبير من قبل الإخوان.. على المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا».. مشيرا إلى أن «الممثل الرئيسي لشبكة الإخوان في البلاد هي الجمعية الإسلامية» المسجلة في كولونيا.

•• لا نقول جديدا

إذا ما حذرنا من أن خلايا التنظيم الإرهابي تتخذ من مثل هذه «الجمعيات» والتنظيمات الأهلية والروابط والجاليات المنتشرة في العواصم الغربية بشكل عام مقار لممارسة نشاطها.. استغلالا لمناخ الحريات السياسية وحرية العمل الاهلي المتاحة في هذه العواصم.. وهو نشاط ليس فقط معاديا للدولة المصرية بل إن بعضه موجه أيضا ضد أنظمة الدول التي يقيمون فيها.. وقد ثبت ذلك عقب عدة عمليات إرهابية اكتوت بنيرانها بعض هذه الدول.. وخصوصا فرنسا التي شهدت سلسلة تفجيرات وعمليات إرهابية دموية.. والولايات المتحدة ايضا لم تسلم من تجرع مرارة مثل هذه العمليات.

وقد سبق مرارا وتكرارا.. أن نبهت مصر في نداءات رسمية.. وخاصة من خلال الكلمات العديدة التي ألقاها الرئيس عبد الفتاح السيسي من فوق منصة الأمم المتحدة.. إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل مواجهة الإرهاب.. وأنه لا مناص من بناء منظومة عالمية لمكافحة الإرهاب حيثما وجد.. ومواجهة كل من يدعمه بأي شكل.. لأنه «لا يمكن تصور وجود مستقبل للنظام الإقليمي أو العالمي بدون مواجهة شاملة وحاسمة مع الإرهاب تقضى عليه وتستأصل أسبابه وجذوره وتواجه بلا مواربة كل من يدعمه أو يموله أو يوفر له منابر سياسية أو إعلامية أو ملاذات آمنة».. كما أنه «لا مجال لأى حديث جدي عن مصداقية نظام دولي يكيل بمكيالين ويحارب الإرهاب في الوقت الذى يتسامح فيه مع داعميه.. بل ويشركهم في نقاشات حول سبل مواجهة خطر.. هم صناعه في الأساس».

•• لكن للأسف

لا حياة لمن تنادي.. ومازالت هذه الدول تفتح أراضيها لاحتضان قيادات وأعضاء تنظيم الإخوان وغيره من جماعات التطرف والإرهاب.. وتوفر لهم الملاذ الآمن.. بل وتغض الطرف عن أنشطتهم الإجرامية والمعادية.. حتى أن دولة مثل ألمانيا هذه التي تعتبر استخباراتها الإخوان «أخطر على البلاد والديمقراطية من داعش والقاعدة» ترفض قيادتها وبرلمانها حتى الآن تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية.. وهو أيضا موقف دول أوروبية أخرى.. وكذلك موقف الولايات المتحدة الأمريكية.. رغم أن وضع الإخوان على قائمة الإرهاب الأمريكية كان أبرز وعود ترامب إبان ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة.. لكنه لم يفعل حتى الآن.. وهذا يثير علامة استفهام كبيرة جدا..؟!

•• عموما.. نأمل أن يكون هذا التقرير الصادر عن الاستخبارات الألمانية دافعا لهذه الدولة وغيرها من الدول الأوروبية لإعادة حساباتها تجاه هذه المسألة.. وللاستجابة لما سبق لمصر أن حذرت وستظل تحذر منه.. وللدعوة الى إصدار قرار من الأمم المتحدة باعتبار الاخوان تنظيما إرهابيا عالميا.