عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأخبار الكاذبة والإشاعات المغرضة والبرامج الموجهة لضرب الأمن والاستقرار واستخدام وسائل التواصل الاجتماعى من فيس وتويتر على مستويات متعددة لخلق مناخ من البلبلة وعدم الاستقرار أصبحت أحد علوم الإعلام الحديثة و أيضاَ علوم اللغة و السياسة والاجتماع متداخلة لدراسة التأثير السلبى أو الإيجابى لهذه الوسائل أو الوسائط الإعلامية الجديدة على المجتمع و على المواطن و بالتالى على السياسة العامة للدول والاقتصاد المحلى أو العالمى ولن تجدى الدراسات الإعلامية منفصلة ولا التتبع الأمنى والقبضة البوليسية والاستخباراتية بمفردها فى التحقق من الأخبار والمعلومات والتغريدات التى أصبحت وحشًا وسلاحاً فتاكاً يستخدم فى إثارة الفتن والشعوب والشوارع ولم تسلم دول أوروبا من هذا التوغل وهذا الهجوم الإعلامى الحديث جدًا والذى يحتاج إلى تكاتف جميع العلوم الإنسانية والتطبيقية لمعرفة كيفية التحقق والتأكد من مصداقية وحقيقة المعلومات التى يتم تسريبها أو نشرها بصور وأشكال مختلفة  ومع تداخل المعارف و العلوم من أجل وقف توحش الكيان الإعلامى العالمى نجد أن الإعلام التقليدى فى مصر و دول الشرق الأوسط لم يواكب هذا التطور ومازال الإعلام المرئى يستخدم نفس الأساليب و الجمل والطرق القديمة فى توصيل المعلومة و الخبر والتركيز إما على إنجازات الحكومة أو المسئولين أو طرح السلبيات على استحياء.

وبعد ثورات الخريف العربي والدمار الذي لحق بالشعوب العربية من جراء الآلة الإعلامية الحديثة نجد أن العديد من الحكومات العربية آثرت السلامة فيما تطرحه وتعرضه من إعلام وأخبار الكثير منها لا يظهر الحقيقة ولا يبث أي أخبار سلبية خشية أن يؤثر ذلك على الأمن والسلام الاجتماعي واستعرض المتابع والجمهور ذلك بأن يتابع وسائل التواصل الاجتماعي والتي بدورها لا تقدم الحقيقة خالصة ولا كاملة وإنما معلومات وأخبار مبتورة و مقطوعة وفي أحيان كثيرة أخبار تخدم جانبًا دون الآخر وهذا ما حدث في حادثة مقتل مواطنين مصريين على يد أمين شرطة وحارس لمنشأة دينية بغض النظر عن الديانة وعن المكان وعن العقيدة فإن تناول القضية لم يتم إثارته بصورة موضوعية وحرفية ورسمية فكانت البلبلة وكانت بوادر غير مرُضية لفتنة دينية، مصر بعيدة عنها وستظل بعيدة بإذن الله.

أيضاً قضية المستشفيات الجامعية والقانون الجديد المقدم من وزيرة الصحة الخاص بالعلاج وبالأساتذة وبالمسموح والممنوع لم يتم عرض القضية على الرأي العام ولم تعرض بصورة رسمية وموضوعية في الإعلام المرئي أو المقروء وبالتالي غابت الحقيقة وبدأت موجات من الصراع الغاضب بين الأساتذة في المستشفيات الجامعية وبين الصحة والوزارة وعلى ذات المنوال نجد أن موضوع محافظ القاهرة وعدم قدرته على الرد السريع والدقيق على أسئلة رئيس الجمهورية الخاصة بالمحافظة والمشروعات والموارد لم يتم عرضه من قبل الحكومة أو المحافظ في الإعلام للرد سلباً أو إيجاباً على هذا المشهد والحوار الذي لعب الإعلام فيه دور الجاني و استمر مسلسل التراشق بين المسئولين وبين الجمهور في جدلية لن تنتهي لصالح الوطن و المواطن..

الإعلام القديم مات إكلينيكياً ومثله الإعلام الحالي الذي تسيطر عليه الحكومات والأجهزة الأمنية والرقابية.. نحن بحاجة جادة إلى دراسات جديدة وبرامج جديدة وحديثة تواكب ما يجري على الساحة الإعلامية علمياً ولغوياً واجتماعياً وسياسياً وتكنولوجياً.. الإعلام يحتاج إلى دماء جديدة وفكر وعلم جديد.