رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمة عدل

 

مازلنا في رحاب الفيلسوف العظيم «الفارابي» وقد بلغت مؤلفات الفارابي من الكثرة ما جعل المستشرق الألماني ستينشنيدر يخصص لها مجلداً ضخماً. ولكن لم يصل إلينا حالياً من هذه المؤلفات إلا أربعون رسالة، منها اثنتان وثلاثون رسالة وصلت إلينا في أصلها العربي، وست رسائل وصلت إلينا مترجمة إلي العبرية، ورسالتان مترجمتان إلي اللاتينية طبقاً لما رواه سعيد مهدين وقد طبع نصف مؤلفاته التي وصلت إلينا في أصلها العربي في ليدن وحيدر آباد والقاهرة وبيروت وغيرها، ولا يزال باقيها مخطوطاً.

وكان الفارابي مؤمناً بوحدة الحقيقة، ويعتقد أن الحقيقة الطبيعية الفلسفية واحدة وليس هناك حقيقتان في موضوع واحد، وهي التي كشف التمييز الذي قام به الفارابي بين النبي من ناحية والفيلسوف من ناحية: والمعرفة تكون بتجريد المعاني الكلية من المحسوسات، النبي والفيلسوف كلاهما يتلقي حقائق وينقلها للآخرين. يقول الفارابي إن معرفة الحقائق القصوي كلها مصدرها الله لكن فرق بين حقائق النبي وحقائق الفيلسوف، فالفيلسوف يتلقي الحقائق بواسطة العقل الفعال فتكون طبيعتها عقلية وليس حسية، الرسول تأتيه المعارف منزلة من عند الله بتوسط الملك جبريل ويتلقي الوحي بالمخيلة ثم يتم تحويل الصور المتخيلة إلي صور ومعان تنقل للناس. المعارف النبوية هي معارف المخيلة أساس فيها.

يدشن الفارابي، بحسب محسن مهدي أستاذ الفسفة الوسطوية العربية الإسلامية بجامعة هارفارد الأمريكية، تقليداً سعي للانطلاق من العلم وحاول التوفيق بينه وبين الدين بقدر الاستطاعة دون التخلي عن ثوابت العلم، وهنا يصبح الدين موضوع دراسة، بل موضوع علم محدد، فمثلا في كتاب الفارابي «إحصاء العلوم» قسمت العلوم إلي اللغة والمنطق الرياضيات والفيزياء وما وراء الطبيعة، وما أطلق عليه علم السياسة أو الفلسفة السياسية وهي تشمل دراسة القوانين الإلهية: الفقه واللاهوت. ويجد الدين مكانته داخل وجهة نظر علمية كونية. وعليه فإن محسن مهدي يحاول إعادة دمج هذا التقليد ضمن صيرورة التفكير الفلسفي في العالم العربي من خلال الطريقة التي نظر بها الفارابي إلي علاقة الدين بالعلم عبر رابطة السياسة ووفق هدف تحصيل السعادة. سيكون اكتشاف الفارابي من جديد، بالنسبة لمحسن مهدي، هو اكتشاف مفتاح السعادة للعالم المعاصر، انطلاقاً من أن «الفارابي أكد أن أي علم وأية طريقة في الحياة هي عوامل ضرورية للسعادة»، أي انطلاقاً من رؤية علمية للدين تضمن تناغم العلم والدين في إطار معرفة دقيقة بالنظام السياسي الذي يمثل المجال الحيوي لتعايش الأفكار والمعتقدات.

وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد