رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

السياسة الإسرائيلية تجاه الدول المحيطة بها تؤكد أنها لن تنسى إسرائيل أبداً هزيمتها فى حرب أكتوبر 73 بدليل أنها ظلت كلمات النشيد الوطنى الإسرائيلى المسمى (هاتيكفاة) رغم ادعاءات إحلال السلام بين العرب والإسرائيليين تتردد معبرة عن أحلام وآمال الفكر التوسعى للدولة العبرية، يقول «طالما فى القلب تكمن، نفس يهودية تتوق، وللأمام نحو الشرق، عين تنظر إلى صهيون، أملنا لم يضع بعد، أمل عمره ألفا سنة، أن نكون أمّة حرّة فى بلادنا، بلاد صهيون وأورشليم القدس».

كان من المفترض أن يتغير هاتيكفاة إذا كانت إسرائيل صادقة فى السلام مع العرب الأمر الذى يجعلنا نتوقف أمام النهج الإسرائيلى للتعايش فى منطقة الشرق الأوسط من خلال قراءتين مقارنتين الأولى لخريطة الصراعات بالمنطقة فى عقدى السبعينات والثمانينات من القرن الماضى والقراءة الثانية لنقس الخريطة فى العقد الحالى الذى بدءاً منذ عام 2010.

نجد أن الخريطة الأولى كانت أكثر استقراراً وانعكس ذلك فى وجود أشكال مختلفة للتعاون العربى المشترك وتمثل فى فاعلية وإيجابية للتنظيم الإقليمى جامعة الدول العربية التى امتلكت إرادة شجاعة فى اتخاذ القرار فى ذلك الوقت، ووصل التعاون العربى أوجه خلال حرب أكتوبر عندما حول المغفور له – بإذن الله - الملك فيصل بن عبدالعزيز النفط إلى سلاح فاعل قلب الموازين الدولية قبل الإقليمية وكانت إسرائيل تعانى فى تلك الحقبة من اختلال ميزان الأمن بها نتيجة الإصرار على قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وتصاعد حدة الانتفاضات الفلسطينية فى الأراضى المحتلة وأثبتت الأحداث أن الصراع العربى - الإسرائيلى لم ينته بعد بل اتخذ أشكالاً جديدة!

وفى القراءة الثانية للعقد الحالى تغيرت قواعد اللعبة واختلفت الأساليب فى عملية المواجهة خاصة منذ أن نشبت الصراعات واشتدت الأزمات فى المنطقة وتراجع العمل العربى المشترك وصاحبة ضعف غير مسبوق للإرادة العربية حتى أضحت الجامعة العربية مجرد منتدى للقاء الأشقاء وتراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية مع ضغط القضايا الجديدة الناشبة فى أنحاء متعددة من العالم العربى، وقد كانت فى يوم من الأيام القضية المركزية للأمة العربية.

وفى المقابل أصبحت إسرائيل المستفيد الأول من الوضع العربى الراهن دولة كيان تتباهى باستقرارها السياسى والاقتصادى وسط محيط عربى دامٍ تحول فيه الإخوة إلى أعداء ولعبت إسرائيل على وتر الأمن والاستقرار والتقدم التكنولوجى الذى بشروا به عندما طرح شيمون بيريز أفكاره بشأن ما يسمى «الشرق الأوسط الجديد» وكانت نقطة الانطلاق لتجهيز ثورات الربيع العربى وترجمته هيلارى كلينتون وكونداليزا رايس تفصيلاً فى نظرية «الفوضى الخلاقة» التى اعتمدت على فكرة تدمير المجتمعات من الداخل ودون تدخل مباشر فى الجوانب الصراعية لأى أزمة حتى أصبح الشرق الأوسط أكثر بؤر العالم سخونة، وأصبحت إسرائيل أكثر دول المنطقة استقراراً، وهكذا عملت إسرائيل على استمرار الحال على ما هو عليه خاصة فيما يتعلق بالحروب الأهلية ودعم التنظيمات الإرهابية وفى مقدمتها داعش، ولم يكن الأمر غريباً أن إسرائيل لم تكن فى يوم من الأيام على أجندة هذه التنظيمات التى «تجاهد» لتدمير دول وشعوب عربية وإسلامية!