رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

 

 

لست من الناس الذين يترحمون على الماضي.. في كل مناحي الحياة.. وينكرون أي فضل للحاضر.. وحقه في البزوغ والسطوع.

لست أنا من هؤلاء أبدا.. ولكن الواقع يجبرنا أحياناً للسير في ركابهم.. في لعن الحاضر.. والترحم على افضال الماضي ومآثره!!

ولكن ما يحدث في عالم الثقافة المصرية بمختلف اجنحتها.. سواء أكان الفن أو الاعلام أو الأدب.. يدعونا للحسرة واليأس والقنوط.. بعد أن تخلى الفن عن دوره كأقوى أسلحة القوى الناعمة المصرية.. لمصلحة الفن التركي وحتى السوري!!

روى لي أحد الأصدقاء.. أنه كان شاهدا على واقعة.. رواها لي كشهادة للتاريخ.

فقد كان حاضرا لقاء لوزراء الإعلام العرب.. وفوجئ بوزير الإعلام السوري.. يقول لوزير الإعلام المصري صفوت الشريف.. يا معالي الوزير ارجو أن تمنحونا ساعتين يومياً.. من وقت الإعلام المصري.. وكان يقصد وقتها الإعلام الرسمي تليفزيونا وإذاعة.. وأخرج من جيبه شيكا وقال للوزير المصري.. وهذا شيك مفتوح ضع المقابل الذي يرضي مصر.. نظير هذا الوقت المقتطع!!

وحسب كلام صديقي.. أنه فوجئ برفض الوزير المصري للعرض.. وعدم قبوله لأنه لا يريد أن تكون هناك قوى ناعمة.. منافسة للقوى الناعمة المصرية في المنطقة كلها.

فقد كان الطفل العربي.. منذ أن يولد وهو يعرف ويتحدث اللهجة المصرية.. قبل ان يعرف ويتحدث باللهجة المحلية لبلاده.. كل ذلك لأنه منذ ولادته.. وهو لا يشاهد ولا يسمع إلا الأفلام والمسلسلات المصرية.. وﻻ يشاهد ولا يسمع إلا التليفزيون والإذاعة المصرية.. فتشكل وجدانه وانطلى لسانه بلهجة أهل مصر!!

بالطبع أنا لم اروِ هذه القصة.. للتدليل على وطنية صفوت الشريف.. فالرجل له إنجازاته وعليه مآخذه.. ولكن رويتها لأدلل لك على اهمية.. القوى الناعمة المصرية ومدى إدراك الوزير لهذا الدور للفن والإعلام المصري.

والآن تعال نتساءل أين الفن المصري.. وأين دوره كواحد من أقوى أسلحة القوى الناعمة المصريه؟!

الاجابة محزنة ومؤسفة.. فقدْ فقدَ الفن والإعلام المصري دوره.. بعد أن تخلت الدولة عن دورها في الانتاج الثقافي والاعلامي.. وتركته لتجار الخردة.. وأصحاب محلات الجزارة.. الذين تخيلوا أن الفن مجرد تجارة وشطارة.. والشاطر فيها هو الذي يحقق اعلى الإيرادات.. ولو على حساب سمعة مصر.. وتلويث صورة نسائها ورجالها.

لذلك عندما ذهبت وزيرة الهجرة.. الى دولة الإمارات العربية الشقيقة.. والتقت الجالية المصرية هناك.. كانت الشكوى الأولى للمغتربين المصريين هناك.. من الصورة السلبية السيئة.. التى يصدرها الفن المصري عن السيدات والفتيات المصريات.. وكأن مصر قد تحولت الى ماخور كبير.. ومجرد رقاصة وبلطجي وملهى ليلي.. تغطى سماءه سحب المخدرات والدخان الازرق!!

طيب ما الحل إذًا؟!

لابد وأن تعود الدولة لممارسة دورها المفقود.. في الإنتاج الثقافي والفني والاعلامي.. حتى تقدم فنا واعلاما يعود لمكانه.. كأقوى الأسلحة الناعمة لمصر.