عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

كل من يحبون فرنسا يعلمون جيداً أن السترات الصفر ما هى إلا وجه مظلم لمدينة الأنوار باريس، وأن أيادى الصهاينة، بقيادة ترامب ليست بعيدة عما يحدث هناك وفى الواقع أن هذا اللقب يعود إلى القانون الفرنسى الملزم لأصحاب السيارات باقتناء سترتين صفراوين تستخدمان فى حال خروجه من سيارته المعطلة للفت أنظار السائقين الآخرين والسلطات لتقديم المساعدة، ولكنها استخدمت مؤخراً من قبل المحتجين فى فرنسا وجذبت إليها فئات مختلفة من الفوضويين من أقصى اليسار إلى القوميين فى أقصى اليمين.

وبدأت كرد فعل على ارتفاع أسعار المحروقات، ولكن كالمعتاد ارتفع سقف المطالب وهناك قائمة من ٤٠ مطلبًا تتعلق بالإسكان والضرائب والصحة العامة والتعليم والضرائب، كما الدعوة إلى انعقاد مؤتمر وطنى اجتماعى ومناقشة إقليمية حول الأراضى والنقل وتنظيم استفتاءات بشكل منتظم حول المسائل الاجتماعية والمجتمعية فى البلاد، واعتماد التمثيل النسبى فى الانتخابات التشريعية من أجل تمثيل برلمانى أفضل؛ ولم يكن غريباً ارتفاع سقف المطالب فى ظل وجود ناشطين منتمين إلى اليمين المتطرف واليسار المتطرف؛ إلى جانب تسييس الحركة من قبل بعض السياسيين فى فرنسا مثل مارين لوبين زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة وجان لوك ميلونشون الراديكالى الذى عبر عن دعمه للحركة، على الجانب الآخر يعتبر رافائيل باكيه زعيم الحركة والناطق باسمها، ولكنه لم يتم انتخابه بشكل ديمقراطى.

وبدأت الحركة داخل أحد نوادى السيارات فى القرية التى يسكنها. ويتابع حسابه على الفيس بوك أكثر من ٤٠ ألف شخص، وهو أحد ممثلى الحركة الأكثر تطرفاً، وهو من المطالبين بإقالة الرئيس إيمانويل ماكرون. أما بريسيلا لودوفسكى، فهى من دعت إلى توقيع عريضة من أجل خفض سعر المحروقات. وقد حصلت على توقيع أكثر من مليون شخص. وهى على تواصل مع دوريه على الحساب الرسمى للسترات الصفر «فرنسا الغاضبة»، وهى من رافضى التعامل مع الأحزاب السياسية، وقد دعت إلى استفتاء شعبى. وأما ماكسيم نيكول، فموظف مقرب أيضًا من دوريه ولودوفسكى، وأفلامه على فيسبوك تتابعها مئات آلاف من المشاهدين.

وهناك العاطل عن العمل ستيفان لوميه، قائد الحاجز الذى يقفل نفق جبال الألب، وهو أحد الناطقين باسم الحركة ومقرب من دوريه، وهو أيضًا من دعاة عدم التعامل مع الأحزاب والمنظمات العمالية، ومن دعاة تغيير الجمهورية الخامسة وتحويلها إلى السادسة.

ومع ذلك فهناك وجه اكثر اعتدالاً بين المحتجين وهى جاكلين فورو، العاملة فى المجال الطبى، من المنتقدين لما وصلت إليه الحركة، وتطالب بالاعتدال، وتدعو إلى الحوار مع الحكومة.

وتخشى التطرف، وتقول: «حتى لو تمت زيادة الحد الأدنى للأجور سيستمرون فى المطالبة»، ما يؤكد أن هناك هدفاً آخر هو إسقاط فرنسا نفسها، وما يؤيد ذلك هو تصريح وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لو دريان الذى دعا الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى عدم التدخل فى الشئون السياسية الداخلية لفرنسا بعد تعليقاته الناقدة على تحرك «السترات الصفراء»، ومذكراً إياه أن الفرنسيين ليسوا طرفًا فى النقاشات الأمريكية، بل وقال صراحة اتركونا نعيش حياتنا حياة أمة، خاصة أنه رغم تنازلات ماكرون وتغيير رؤيته السابقة، لم يفتّ من عزيمة حركة «السترات الصفر» التى تدعو إلى سبت خامس ردًا على الإجراءات، وهو ما يؤكد أن الأيادى الخفية المحركة للمظاهرات تعاقب ماكرون نفسه لتطلعه لإنشاء اتحاد فيدرالى أوروبى بجيش موحّد وسياسة خارجية مستقلة عن الناتو، قبل أن يتمخض مشروع الاتحاد عن مجرد سوق تجارية وعملة موحّدة. فكل المعطيات تؤكد أن انفجار الأزمة فى فرنسا هو مؤامرة أمريكية ضد ماكرون الذى لفظ كلمة جيش أوروبى.