رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

حالة غريبة جدا تنتابك وأنت تقرأ مجلة" البيت" التى تصدر عن مؤسسة الأهرام، لأول مرة أشعر بالعجز فى توصيف ما أشعر به، حالة مغلفة بالأحاسيس، والألوان، والهمس، للأمانة فتشت فى ذاكرتى وقاموسى اللغوى عن الكلمات التى يمكن أن أشكل منها جملة قد توصف الحالة وللأسف فشلت.

ما تتركه المجلة بكتاباتها واخراجها وتصميمها من آثر بداخلك غريب فعلا، قارنت المجلة بموضوعاتها، بقاموس محرربها، بتصميمها، بألوانها، بمجلات مماثلة سبق وقرأتها فى سنوات سابقة، مثل مجلة إبداع التى أسسها الناقد الراحل عبد القادر القط، أو مجلة الفن المعاصر، أو مجلة الفن التشكيلى، أو مجلة اليوم السابع التى كان يصدرها الشاعر الفلسطينى محمود درويش، وبمجلات كثيرة قرأنها فى السبعينات والثمانينات والتسعينات، للأسف للبيت خصوصية وآثر مبهم وجميل تتركه داخلك، أقرب من: الهمس ربما، الشجن ربما، السكينة ربما، السلام ربما. آثر لا يمكن أن تمسكه، مثل نسمة صيف ، مذاق القهوة فى فمك طوال النهار، إحساسك بعد مشاهدة فيلم، لوحة، مشهد إنسانى.

الشىء الوحيد المؤكد أن مجلة البيت انتزعتني وبشكل مفاجئ من حالة الصخب والخشونة التى ندور داخلها ونكتب من خلالها، فجأة تشعر انك فج، صاخب، حاد، تعيش عالم عنيف، الكل يصرخ، ويتدافع، ويتشاجر، ويسب، ويتصيد، ويهين، ويجرح، عالم مشحون بذاوات وآنوات متضخمة متورمة ترتدى أثواب أكبر من قدراتها وثقافتها، تقيس أحجامها ونجاحها وشهرتها بمدى قربها من المسئولين،قاموسها كلماته مسننة، ومدببة، وخشنة، وحادة، مليئة بمشاعر جامدة، وأفكار، وأجندات، وأيديولوجيات، ومصالح، تطعن، وتدمى ولا تطبب.

المجلات المتخصصة فى القصة، الشعر، الفن التشكيلى، الفن الشعبى، السينما، المسرح، الديكور،الأزياء، المرأة.. ليست بنعومة البيت، يغلب عليها رؤية ولغة الناقد الراصد المتربص، البيت تدخلك حالة من الاستمتاع، بالكلمات، بالصورة، بالتنسيق، بتفاصيل ناعمة للأشياء، تتلمس نعومتها فى مقالات: سوسن مراد عز العرب رئيس التحرير، ويسرى الفخرانى، وكتابات: كريم رفعت، سارة الحصرى، ومونيكا فايز، محمد سعد، بسام عبداللطيف، شرين صبرى، هناء مكاوى، سيد محمود، وصور: فوزى مصرللى، حسن أمين، عماد عبدالهادى، بول فيلادومس، يحى العلايلى».

ربما بالغت فى إحساسي بالمجلة، وقد تكون مبالغتي بسبب شعورى بالملل من الكتابة فى السياسة، وربما لحاجتى إلى السكينة، والهمس، ربما الكثير، لكن ما أثق به أنها أعادتني إلى الحالة التى تتركها فيك أغنية " البيت القديم " لمحمد رشدى: في البيت القديم، نفس المكان، نفس الجيران، لسة الكلام اللي احنا كنا بنرسمه فوق الحيطان، لسة الايدين زي ما هيه معلمة اوكر البيبان، ولسة باقي حاجة منك غصب عني وغصب عنك رغم بعدك والزمان، لسة ريحتك في المكان، في البيت القديم»،  العيب الخطيرفى المجلة سعرها، 25 جنيها.

 

[email protected]