عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

فى الحلقة السابعة بعنوان "المصريون فى الخارج" قوة ناعمة غير فاعلة اختتمتها بقول وجوب مُراعاة تيقن الإدارة السياسية المصرية وبعثاتها الدبلوماسية فى الخارج بوجود كوادر مصرية فى المهجر على دراية بلغة الخطاب السياسى والثقافى فى البلاد التى يقيمون على أراضيها، وهؤلاء يُمكنهم أن يكونوا قوة ناعمة مصرية حقيقية مؤثرة، وألا تخشى مؤسسات التمثيل الدبلوماسى من غيابها أو تواريها عن الأضواء، وعليها ان تعمل جنباً إلى جنب معهُم بالمُشاركة فى توزيع الأدوار.

هذا العمل يصُب فى مصلحة الوطن وتجسيد مكانة المصريين فى الخارج، خاصة فى دول الاتحاد الأوروبى، التى تملك تكنولوجيا مُتقدمة فى الصناعة والزراعة نحتاج إلى الاستفادة منها.

من هنا لابد من ان تُبادر سفارات مصرنا بالخارج ببناء جسور حقيقية فعالة مع أهل الخبرة منهم لعمل استراتيجيات طويلة المدى، تقوم على الاتصال بالمراكز والمؤسسات الأوروبية المؤثرة فى مُختلف المجالات، وألا تقتصر على المُشتغلين بالأعمال السياسية فقط، خاصة التجمعات الطُلابية فى المعاهد العُليا والجامعات، لتنظيم مُحاضرات وندوات توضح صورة مصر، التى تتعرض من وقت لآخر للتشوه نتيجة سوء فهم، أو عن قصد.

شهدت الساحة الإعلامية مؤخراً فى كل من لاهاى عاصمة هولندا السياسية، والعاصمة الروسية موسكو تبادل اتهامات عقب إعلان وزارة الدفاع الهولندية  فى 4 أكتوبر الماضى أن أجهزة الاستخبارات الهولندية تمكنت من أحباط عملية هجوم اليكترونى على الشبكة المعلوماتية لمُنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فى لاهاى، وأفصحت عن معلومات أفادت تورط أربعة مواطنين روس بعملية تجسس، وأكدت وزيرة الدفاع الهولندية فى حينه إن الأربعة المواطنين الروس تم ترحيلهم خارج هولندا، وأنه كان بحوزتهم جوازات سفر دبلوماسية. وقد تفجرت أزمة ديبلوماسية بين هولندا وروسيا أدت الى استدعاء الخارجية الروسية للسفيرة الهولندية فى موسكو، بسبب اتهامات السُلطات الهولندية بحق روسيا.

المُثير للدهشة ان السفيرة الهولندية خلال الأيام التى شهدت الأزمة قامت بعدة زيارات لمشروعات تجارية ( هولندية – روسية ) وتناولت طعام الغذاء وسط العُمال، كما التقت شخصيات هولندية مُقيمة فى موسكو، فى تأكيد على أنهم القوة الناعمة المؤثرة التى تستطيع المُساهمة فى رأب الصدع الذى حدث بسبب أزمة دبلوماسية بين هولندا وروسيا.

أيضاً كان للصحافة الهولندية دوراً وطنياً ملموساً، حيث سمحت سفيرة هولندا فى موسكو لصحفية هولندية أن تصطحبها يوماً كاملاً، فى مكتبها ومنزلها وتنقلاتها، ونقلت شاشات التلفزيون الهولندى كيف كانت الصحفية ترافق السفيرة، تستمع حتى الى الأحاديث التليفونية مع مسئولين فى الخارجية الروسية.

السفيرة الهولندية لم تقل للصحفية الهولندية انها لا يُمكن ان تستقبلها، ولم تخف شيئاً بزعم ضرورة السرية، ولم تقبع فى مكتبها مُختبئة عن الأنظار، بل تحركت وتحدث بشفافية مع الصحفية، كما أكدت بلقاءها عدد من الهولنديين فى موسكو انهم صرح ودرع واقى كقوة ناعمة ترعى مصالح هولندا الى جانب التمثيل السياسى الرسمى.. ولنا فى الدبلوماسية الهولندية أسوة حسنة. وللحديث بقية.

 

[email protected]