رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

 

يعتبر الكاتب الراحل محمود السعدنى أحد أعمدة الكتابة الساخرة فى مصر والوطن العربى، إلى جانب كوكبة من الأدباء الساخرين الذين عرفتهم الساحة الأدبية والثقافية فى القرن العشرين، أمثال عبدالله النديم وكامل الشناوى وعبدالله أحمد عبدالله وأحمد رجب وصلاح عيسى، ورغم رحيل السعدنى منذ قرابة ثمانى سنوات فى العام 2010 الا ان أعماله باقية ومؤلفاته تحتل الصدارة فى المكتبة العربية.

عرفت الراحل السعدنى فى أوائل تسعينيات القرن الماضى خلال تحقيق صحفى نشرته فى مجلة المجلة السعودية عن الكتابة الساخرة فى مصر وقد أدلى برأيه فى التحقيق، مؤكداً ان الكتابة الساخرة فن ينقرض، لأن العصر الذى نعيشه أكثر سخرية من مؤلفات أى كاتب، وقد صدق حدسه حول ما رأينا ومن فرط ما عرفنا خلال السنوات الأخيرة من أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادى والعشرين، وقد عاد الحديث مجدداً حول الكاتب الساخر السعدنى عندما التقيت أحد تلامذته الكاتب الصديق حمدى حمادة، يتذكر  حمدى حمادة:

كان الكاتب الراحل السعدنى حالة فريدة من الكتاب والأدباء وكانت جلسته أو صالونه الثقافى فى النادى النهرى بنقابة الصحفيين يضم نجوم المجتمع المصرى من كل فن ولون مثل الفنان عادل إمام والحاج ابراهيم نافع التاجر، والفنان صلاح السعدنى، وعدلى حسين، ومحمد حسنين هيكل رحمه الله، والفنانة رغدة، والفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، والكاتب الراحل محمد عودة.

يتذكر حمدى حمادة: عرفت الراحل السعدنى بالصدفة فقد كنت جالساً مرة فى النادى النهرى بنقابة الصحفيين وفوجئت به ينادى علىّ لأنضم الى جلسته الجميلة ومن يومها ارتبطت بالصداقة به حتى رحيله وخلال صداقتنا الجميلة حدث العديد من المواقف الطريفة، أذكر منها انه عندما علم أننى أغطى اخبار ادارة المخدرات فى وزارة الداخلية ان طلب منى الاستعلام من تاجر مخدرات شهير يدعى حنفى وبحثت عنه فى حوارى شبرا حتى علمت انه افتتح مقهى باسمه ولما سألت عنه خشى صبيان المحل ارشادى اليه خوفاً أن أكون أحد المخبرين ولما عرف حنفى بالأمر طلب توصيلى إليه وحكيت له ان صديقه محمود السعدنى يسأل عنه، لم يصدق الأمر فى البداية ولما ذكرت له بعض المواقف فى السجن بينهما اطمأن الى وبالفعل تم اللقاء وكان لقاء حميمياً بكل معنى الكلمة، يتذكر حمدى:

كان السعدنى يفعل الخير كثيراً فى صمت وكثيرا ما كنت أذهب معه فى ليالى الشتاء الى بعض قرى الجيزة ليقدم المساعدات الى بعض الفقراء والمعوزين دون أن يعرف أحد، كما كان لا يتأخر عن توفير فرص عمل أو حل مشكلة لأى فرد يقصده، وعندما كان يذهب الى لندن بين الحين والآخر كان يحضر هدايا الى اصدقائه المقربين، وكثيراً ما أتحفنى ببعض القمصان الفاخرة التى احضرها هدية لى.

يضيف حمدى حمادة: شاركت بالصور التى التقطتها للراحل السعدنى فى اعداد كتاب عنه أصدرته دار الهلال، ومازال لدى مئات الصور للسعدنى لم تنشر بعد، وأتمنى أن أنشرها يوماً ما فى كتاب أعده عن الكاتب الراحل.

رحم الله السعدنى وطيّب ثراه، فقد كان كاتباً فريداً قلما يجود الزمان بمثله.