عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

نظرة سريعة على أحوال عالمنا اليوم، تظهر أن حالة من الاضطراب والغليان، المكتوم منها والمتفجر، تسود هذا العالم. على صعيد عالمنا العربى، ما زالت مواقع السخونة المعتادة فى كل من سوريا واليمن وليبيا وفلسطين كما هى، وإن شهد بعضها جهوداً دولية لإيجاد حلول لها مثل مؤتمر باليرمو فى إيطاليا لحل المشكلة الليبية ومحادثات ستوكهولم فى السويد لوضع ترتيبات لإنهاء الحرب المأساوية فى اليمن.

وعلى صعيد آخر، حولت إسرائيل دفة عملياتها إلى وجهة جديدة، وهى الجبهة اللبنانية؛ حيث ادعت أن حزب الله حفر أنفاقاً تخترق الحدود اللبنانية مع إسرائيل. وطالب الجيش الإسرائيلى سكان قريتين لبنانيتين بإخلاء منازلهم، وسط توقعات بتصعيد المواجهة مع حزب الله.

على الصعيد الدولى، تصاعدت فى فرنسا أزمة أصحاب السترات الصفراء الذين قاموا بمظاهرات بدأت سلمية بمطالب محدودة تركزت فى إلغاء الزيادة التى قررتها الحكومة على بعض المحروقات من بنزين وديزل، ولكن سرعان ما تطورت المظاهرات، واتخذت طابع العنف والتخريب وصعَّدت من مطالبها بحيث أصبحت تنادى باستقالة الرئيس إيمانويل ماكرون، وحل الجمعية الوطنية ضمن حزمة من المطالب بلغت حوالى أربعين مطلباً.

وفِى المقابل، أعلن الرئيس ماكرون بداية إلغاء الزيادة المقررة على أسعار البنزين والديزل، واتبع ذلك بإعلان حزمة من الإجراءات المالية والاجتماعية لمساعدة ذوى الدخول المحدودة.

كما وعد الرئيس بإجراء إصلاحات عميقة للنظام الضريبى؛ حتى يكون قادراً على مساعدة أصحاب الدخول الضعيفة. ومن غير المؤكد قدرة هذه القرارات الرئاسية على احتواء حالة الغضب التى اجتاحت الشارع الفرنسى وتسببت فى خسائر فادحة وبينها خسائر تجار التجزئة التى قدرت بحوالى مليار يورو، هذا عدا خسائر قطاع السياحة التى تمتد آثارها إلى فترة زمنية طويلة، فضلاً عن خسائر قطاع الاستثمار الباهظة والتى ستكلف فرنسا الكثير.

وإذا ما تركنا فرنسا وشارعها الملتهب وتوجهنا إلى بريطانيا، فإننا نواجه شارعاً منقسماً إلى حد الأزمة العاصفة التى قد تؤدى إلى الإطاحة بحكومة تريزا ماى؛ بسبب الخلاف على بنود الاتفاق الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وهى العملية المعروفة باسم البريكسيت. وكان من المقرر التصويت على هذه الاتفاقية خلال الأسبوع الحالى فى البرلمان، ولكن رئيسة الوزراء قررت فى اللحظة الأخيرة تأجيل التصويت على الاتفاق لإدراكها أنه سيلقى رفضاً بفارق كبير من الأصوات. إذ أعلن أكثر من مائة من نواب حزب المحافظين الحاكم أنهم سيصوتون ضد الاتفاق إلى جانب نواب حزب العمال المعارض ونواب الحزب القومى الأسكتلندى ونواب الحزب الليبرالى الديمقراطى.

وتواجه «ماى» أزمة مستحكمة؛ حيث يرفض الاتحاد الأوروبى إعادة النظر فى الاتفاق، بينما ترفض «ماى» إعادة الاستفتاء على البريكسيت أو الخروج من الاتحاد بدون اتفاق. وقد أسفرت هذه الأزمة عن هبوط فى قيمة الجنيه الإسترلينى وما خفى كان أعظم.

وإذا ما توجهنا عبر الأطلسى إلى الولايات المتحدة نجد رئيساً مأزوماً يتخلى عنه تابعوه، وأحدثهم جون كيلى، كبير موظفى البيت الأبيض، الذى عين فى منصبه فى العام الماضى، وكلف بإعادة النظام فى البيت الأبيض الذى كان يتسم بالفوضى. إلا أن الأنباء حملت وجود خلافات بين الرئيس وكيلى فى الفترة الأخيرة والتى انتهت بالإعلان عن ترك كيلى منصبه فى الوقت الذى يواجه فيه الرئيس ترامب مشكلات عديدة بينها تلميحات إلى احتمال السجن بتهمة شراء صمت ممثلات إباحيات. يا للهول.