رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المثل المعروف يقول، «من حفر حفرة لأخيه وقع فيها»، صحيح أننا وأوروبا وأمريكا لسنا بأشقاء. ولكن، الحفرة التى حفرتها أمريكا وبعض دول أوروبا وخاصة إنجلترا لضرب منطقة الشرق الأوسط، والتى أطلقوا عليها الربيع العربى، تقريباً تماثل الأحداث والاضطرابات الأخيرة التى شهدناها فى بعض دول أوروبا.

معروف أن فرنسا تعتبر على رأس الدول الأوروبية التى أصابتها مؤخراً القلاقل والاضطرابات، ومن بعدها بلجيكا، ثم هولندا، كما سبق أن اهتزت ألمانيا حين استقالة رئيسة وزرائها -أنجيلا ميركل- من الحزب الحاكم والإعلان عن عدم ترشحها لرئاسة الوزراء مرة أخرى، ونفس الشىء حدث مع رئيسة وزراء إنجلترا - تيريزا ماى- فى أعقاب توقيع اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبى، (بريكست)، والذى تسبب فى عدة اضطرابات هناك. وهكذا حدثت فى أغلب الدول الأوروبية العديد من القلاقل التى تتشابه مع ما حدث لنا فى منطقة الشرق الأوسط.

التحالف الإنجلو- أمريكى، بالاتفاق مع بعض الدول الأوروبية الأخرى أراد ضرب منطقة الشرق الأوسط وإشاعة الفوضى فيها، ظناً منهم أن تلك القلاقل ستمكنهم فى المستقبل من السيطرة على منطقتنا العربية، فاستعانوا بأجهزتهم المخابراتية فى تحقيق مخططهم المسموم لضرب منطقة الشرق الأوسط، الذى أطلقوا عليه فيما بعد الربيع العربى، أملاً فى تحقيق مصالحهم وكذا لصالح إسرائيل، ولكن الله سبحانه وتعالى لم يرتض هذا لمصرنا العزيزة لجسارة جيشنا وعظمة رئيسنا الذى انتشلنا من هلاك محدق.

كم أتمنى أن تذوق إنجلترا بعض القلاقل التى تشهدها فرنسا حالياً، جزاء دعمها للإرهاب الذى ذاقت منه منطقة الشرق الأوسط، قتلاً ونهباً وتخريباً، فإنجلترا هى رأس الأفعى التى دبرت مخطط الشرق الأوسط الجديد فى أعقاب أحداث 11 سبتمبر سنة 2001 بالتعاون مع حليفتها أمريكا، وهى مازالت حتى يومنا هذا تحمى الإرهاب فى هدم منطقة الشرق الأوسط؛ أملاً فى هدم تلك المنطقة، فإنجلترا يمكن أن تشهد بعض القلاقل مثلما حدث فى فرنسا، أما أمريكا فمن الصعب أن يحدث فيها مثل هذه القلاقل، فهى عبارة عن عدة ولايات مترابطة، كل ولاية منها تتمتع بقدر وفير من الحكم الذاتى يحول بينها وبين حدوث مثل تلك القلاقل.

فى تقديرى.. أن الله سبحانه وتعالى- من خلال ما تشهده بعض الدول الأوروبية من أعمال تخريب وعنف، خاصة الأحداث المؤسفة التى شهدتها فرنسا مؤخراً- أراد أن تذوق الدول الأوروبية بعض ما ذقنا فى منطقتنا العربية من أعمال تخريب وقتل وتشريد، وليعلموا أن الله سبحانه لهم بالمرصاد. كم أتمنى أن تفيق تلك الدول ويعلموا أننا فى منطقة الشرق الأوسط ذقنا من الأعمال التخريبية والنهب والقتل على أيدى إخوان الشياطين، ما هو أبشع مما يفعله أصحاب القمصان الصفراء، سواء فى فرنسا أم بلجيكا أم هولندا، والله أعلم من التالى.

أنا لست سعيداً بما تشهده فرنسا أو باقى الدول الأوروبية الأخرى من أعمال تخريب وعنف، ولكن سعادتى الحقيقية ستكون حينما تشهد إنجلترا مثلما حدث لفرنسا، فهى ما زالت حتى يومنا هذا تحمى الإرهاب الذى تشهده منطقتنا العربية من جراء ما تفعله جماعة الإخوان الإرهابية، وستكون سعادتى أكبر حينما يندس إخوان الشياطين فى مثل هذه القلاقل، وقتها فقط ستعلم إنجلترا وباقى الدول الغربية أن صديق اليوم ربما يكون عدو الغد، فمصر كانت على حق حينما طالبت بتصنيف إخوان الشياطين على اعتبار أنهم جماعة إرهابية، وللأسف الشديد وقفت إنجلترا فى وجه مصر، ورفضت هذا المطلب، وهى ما زالت تمولهم وتدعمهم.

ما يحيرنى ويجعلنى أضرب كفاً بكف، أنه رغم الأحداث المؤسفة التى شهدتها فرنسا وما أعقبها من اعتقالات وإصابات، فضلاً عن أعمال التخريب والتدمير وحرق الممتلكات، رغم كل هذا لم نسمع أياً من الدول الكبرى أو حتى الصغرى تدخلت فى الشأن الفرنسى بالقول والتعليق، حتى منظمات حقوق الإنسان لم نسمع منها شيئاً مثلما حدث مع مصر فى أعقاب ثورة 30 يونيه 2013، وقتها قامت الدنيا ولم تقعد، وكيلت الاتهامات لمصر وما زالت.

فسبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وتحيا مصر.