رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأمثال الشعبية كنوز من الحكمة، صاغها الضمير الجمعى للمجتمع لتكون المعيار الذى نعرف به قيمة الأشياء أو الأفراد ونحكم به على سلوك الموطنين.. هذه الأمثال الشعبية تقدم لى الإجابة العبقرية عندما أحار فى الحصول على حكم صائب على سلوك بعض الأشخاص. حاولت أكثر من مرة أن أعثر على وصف أطلقه على عدد كبير ممن احتلوا شاشات القنوات التليفزيونية المصرية وأطلقوا على فترات الصراخ والصخب وتسميه «برامج جماهيرية» والبرامج بالمعايير المهنية لا علاقة لها بهذا العبث، محاولاتى للعثور على وصف دقيق لهؤلاء ولما يقدمونه لم تسعفنى بوصف دقيق لا يوقعنى تحت طائلة المحاكمة بتهمة السب والقذف فآثرت السلامة ولم أستخدم الأوصاف الحقيقية والدقيقة التى تصف عبثيات هؤلاء الأشخاص.

وحاولت أكثر من مرة أن أنبه المسئولين فى الدولة لخطورة الآثار التى تترتب على اطلاق هذه الشخصيات بمفهوم «كلاب الحراسة» التى تهز ذيلها وهى تتمسح فى صاحبها وولى نعمتها، وتكشر عن أنيابها إذا شعرت أن أحداً يقترب من صاحبها وتتصور أن هذا الاقتراب ربما أغضب ولى نعمتها وسيدها فتبادر بمهاجمة من اقترب من صاحبها بشراسة، وأخيراً أسعفنى مثل شعبى عبقرى يقول «الولد القبيح «الأبيح»، يجيب لأهله اللعنة». وصفه «الأبيح» وبنطقها بالعامة تعنى مجموعة من الأوصاف المرذولة والمستهجنة فهذا «الأبيح» يستخدم أحط الألفاظ وأكثرها بذاءة، ويندفع بحمق للعدوان على الآخرين لأتفه الأسباب ولغير سبب إلا ليثبت أنه يستطيع أن يخيف الآخرين وينال منهم، وهو لا يعرف فضيلة أسمها «الحياء» لأن «وشه مكشوف» كما يصف العامة أمثال هؤلاء.

هذا «العيل الأبيح» لا يكترث بنتائج ممارساته المنحطة والمستفزة لكنه للأسف يسبب الكثير من الإساءة لأهله، فالمجتمع فى مثل هذه الحالة لا يعتب على هذا «العيل»، «بتشديد الياء» لكنه يوجه اللوم لأهله لأنهم لم يحسنوا تربيته، ولم يردعوه ويمنعوه من العدوان على الآخرين، وكثيراً ما يواجه المعتدى عليهم هذا العدوان بالمثل فيسبون أهل هذا «العيل» ويستخدمون نفس الأساليب المنحطة التى يستخدمها فى عدوانه على الآخرين.

هذه المقدمة التى طالت تصف بدقة حالة بعض من احتلوا شاشات الفضائيات فى مصر واستخدموا نفس أساليب «العيل الأبيح» فنالهم من بعض مشاهدى هذه القنوات سباب مماثل.

أما النتيجة الأكثر سوءاً فهى اقتناع  الجماهير بأن هؤلاء يوجهون أحط عبارات السباب لمعارضى السلطة الحاكمة فيعطون بذلك المبرر لهؤلاء الذين تعرضوا للسباب ليوجهوا أقذع ألوان السباب للسلطة الحاكمة، متصورين ان هؤلاء ما كانوا ليجرؤوا على استخدام هذه البذاءات إلا لأن السلطة تحميهم.

وهكذا تكون النتيجة كما صورها المثل الشعبى «الولد الأبيح يجيب لأهله اللعنة»، لقد آن للمسئولين أن يدركوا خطوة هؤلاء وآن يعلموا أن الانحطاط الذى يمارسه هؤلاء «العيال» ينقلب على من تتصور الجماهير أنهم يوفرون لهم الحماية.