عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من زار العاصمة الفرنسية باريس.. مدينة النور..لابد أن يحزن على ما يجرى على أرضها هذه الأيام من أعمال سرقة ونهب وتخريب.. ولصوص يستغلون الأحداث التى ينظمها متظاهرو «السترات الصفراء» ويسرقون المتاجر ويشعلون النيران فى بعض المنشآت والسيارات.. فى مشاهد تدمير وتخريب لأجمل مدن أوروبا والعالم.. تحت مسمى تظاهرات الاحتجاج التى بدأت اعتراضاُ على رفع الضرائب على الوقود ثم رفعت سقفها للمطالبة برحيل الرئيس الفرنسى ماكرون.. وبعد ظهور أصحاب السترات الصفراء ظهرت مجموعات أخرى من المحتجين «أصحاب السترات السوداء».

وبين الصفراء والسوداء يجرى تخريب باريس.. ويستغل الرئيس الأمريكى ترامب ليظهر انتقامه من ماكرون.. قائلاً: «ربما حان الوقت لإنهاء اتفاقية باريس للمناخ السخيفة والمكلفة للغاية.. وإعادة الأموال للشعب الفرنسى بالحد من الضرائب المفروضة».

تصريحات ترامب أغضبت المسئولين الفرنسيين.. فدعا وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان الرئيس الأمريكى لعدم التدخل فى الشئون الداخلية لفرنسا..اتركونا نعيش حياتنا.. نحن لا نضع السياسة الداخلية الأمريكية فى حساباتنا.. ونريد أن يكون ذلك بالمثل..!

فرنسا تقول لأمريكا: لا تتدخلى فى شئوننا.. بينما لم تقل لها ذلك عندما تدخلت فى شئون بعض الدول العربية فى أحداث الربيع العربى الذى ثبت بعد ذلك أنه تخريب وتدمير.. وإسقاط دول.. وليس ربيعاً.. كما يدعون.. ما يجرى على أرض فرنسا لا شك يصيب أى مواطن طبيعى بالحزن العميق.. لأن الحكومة الفرنسية تراجعت وألغت ما أعلنته من زيادة فى الضرائب.. ولكن أعمال التخريب مستمرة.. ويدخل المتظاهرون فى مواجهات مع رجال الأمن.. والشرطة لاتتردد فى الرد بقوة.. وعنف وارتكاب عمليات سحل للسيدات.. بينما لم نسمع أصواتا تقول أين حقوق الإنسان.. كما كانوا يتهمون مصر بانتهاك حقوق الإنسان..؟!

بالطبع.. أى مواطن طبيعى يعترض على سحل أو تعذيب أى مواطن.. ولكن ماذا تفعل أجهزة الأمن مع عناصر تستغل احتجاجات أو تظاهرات للقيام بأعمال نهب وسرقة وتخريب وحرق للمنشآت والسيارات التى يدفع فاتورتها الشعب..؟

من زار فرنسا.. لابد أن يحزن على باريس.. وعلى الاعتداء على قوس النصر.. وتخريب أشهر المتاجر.. ونهبها.. فهل ما نراه من قيام أشخاص يرتدون سترات صفراء.. كشفتهم الكاميرات وهم ينهبون ويسرقون.. هل هؤلاء متظاهرون سلميون.. أم لصوص استغلوا احتجاجات مشروعة..؟!

بصراحة.. أيادى التدخل الخارجى واضحة فيما يجرى من أحداث تخريب ونهب على أرض فرنسا.. فهل ينجح الرئيس الفرنسى.. فى احتواء الأزمة وكشف الحقيقة.. أم أن قوى الشر الخارجية ستمارس مؤامراتها.. وتصب المزيد من الزيت على النيران المشتعلة حتى لا تهدأ فرنسا.. وتعود باريس مدينة النور.. وتعود حركة السياحة لطبيعتها..؟