رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هموم وطن

ربما يتهمنى من يقرأ هذا المقال بأننى أقف ضد بناء المساجد أو وقف العبادة بها أو التأثير على وزارة الأوقاف لعدم ضم مساجد جديدة من هذا النوع مستقبلاً. ولكن ومن منطلق تطبيق قاعدة درء المفاسد مقدم على جلب المنافع أبدأ حديثى عن المساجد التى يقيمها الأهالى على حواف نهر النيل والترع ويتم تصميم الصرف الصحى لها لتلقى مخلفاتها فى المياه وتؤدى إلى تلوثها ونقل الآثار الضارة بها إلى الإنسان والنبات والحيوان وربما تجد بعض النقد ممن فقد الأمل فى إصلاح هذه المفاسد والتى تندرج تحت قول (ياسيدى هى جت على المساجد).. ما المنازل والمصانع ومحطات غسيل السيارات وسيارات المسح تلقى مخلفاتها فى النيل وفى الترع والمستقيم والمراوى.

وهذه الدفوع تندرج تحت مقولة حق يراد به باطل انطلاقاً من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف الذى يرويه عنه معاذ ابن جبل والذى يقول (اتقوا الملاعن الثلاثة البراز فى الموارد وقارعة الطريق والظل) والمقصود بالبراز فى الموارد المياه الجارية وهى الموارد المائية التى ذكرناها والتى تتسبب فى صب اللعنات على صاحبها والذى فى الظاهر يريد خيراً وهى عمارة مساجد الله وفى الجانب الآخر يتسبب فى الإضرار بالناس والتى ينطبق عليها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكبر الكبائر الشرك بالله والإضرار بالناس) وأى ضرر هذا الذى يصيب الإنسان بأمراض خطيرة تتسبب فى وفاته ومن هول وفداحة كبيرة الاضرار بالناس وضعها رسولنا الكريم بعد الشرك بالله مباشرة.

والسؤال الذى أوجهه لوزارة الأوقاف هنا هل أصدرت الوزارة فتوى بتحريم بناء هذه المساجد أو كراهة الوضوء والصلاة بها وهل تصدت لظاهرة تلوث المياه على المستوى العام بإصدار تعليمات للخطباء فى المساجد بتحريم إلقاء مخلفات الصرف فى المياه الجارية أم أنها تخشى أن تتهم بالآية الكريمة التى تقول: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لاتفعلون)

المشكلة أن ما يحدث هو العكس. فالوزارة تقوم بضم هذه المساجد إليها وتقوم بتعيين موظفين وخطباء بها على نفقتها وهى تعلم أن هناك مساجد ملاصقة لهذه المساجد المقامة على الترع ولا يرتادها إلا القلة وكان من الأولى أن تتدخل الوزارة منذ بداية البناء بالمنع والوعظ والإرشاد وتبصير الناس بوجود مساجد مجاورة تغنى عن بناء مساجد جديدة على حواف الترع واعلم أن القاسم الأعظم يقع على تهويل الناس لمن يمنع هذا الأمر من المسئولين بحجة منع بناء المساجد ويخشى أى مسئول أن يتخذ أى إجراء بشأن بناء المساجد حتى وإن كانت مخالفة خوفاً من الازدراء والتعنيف لمن يتجرأ على هذ الفعل والله أعلم.