رؤى
سعدت جداً بالتوصيات التى أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى نهاية المؤتمر الاقتصادى الإفريقى الذى أقيم بمدينة شرم الشيخ، فقد شملت أغلب ما فكرنا فيه ودعينا إليه.
فى بداية المؤتمر اقترحت هنا أن تنشئ مصر آلية لتنمية وتطوير الاقتصاد فى بلدان القارة السمراء، هذه الآلية تضع أمام القيادات خريطة لكيفية التطوير، وتمهيد البيئة للاستثمارات، وذلك بمحاربة الفساد والإرهاب، ووضع قوانين شفافة للاستثمار.
الرئيس أوصى فى ختام المؤتمر بتوصيات على قدر كبير من الأهمية، مثل: إنشاء ضمان مخاطر لكى يشجع رجال الأعمال المصريين على الاستثمار فى القارة السمراء، وأصى بالتفاوض مع المؤسسات الدولية لدعم البنية الأساسية، وأيضاً بسرعة الانتهاء من الطرق التى تربط دول القارة من القاهرة إلى «كيب تاون» فى جنوب إفريقيا، من البحر المتوسط إلى المحيط، وهو ما قد يعمل على ربط الشعوب ببعضها، ويسهل الحركة، ويعظم التبادل التجارى، وأوصى بإنشاء صندوق للبنية التحتية المعلوماتية، لبناء اقتصاديات على أحدث النظم التكنولوجية.
ومن التوصيات الهامة أيضاً التعاون فى مجالات الحوكمة ومحاربة الفساد بتبادل: الخبرات، والتدريب، والتأهيل للأجهزة المعنية فى القارة، وتفعيل نشاط الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، مع تقديم 250 منحة تدريبية للكوادر الإفريقية، العاملة فى مجال الوقاية من الفساد.
فى ظنى أن مصر يجب أيضاً أن تسهم فى محاربة الفيروسات القاتلة لدى أبناء القارة، أن نساعد الحكومات فى إعداد برنامج لعلاج فيروس «سى»، وذلك بإرسال قوافل طبية إلى بعض البلدان، خاصة المناطق الفقيرة منها.
ونقترح كذلك أن يتولى الرئاسة الشرفية للمؤتمر سنوياً أحد رؤساء الدول التى أنجزت خطوات فى مجال محاربة الفساد، والقضاء على الإرهاب، وإقامة بنية أساسية، أو إصدار قوانين شفافة للاستثمار، وتكريم رئيس هذه الدولة خلال المؤتمر، وتخصيص حلقة يسلط فيها الضوء على ما أنجز فى بلاده وما يخططون لإنجازه.
ونقترح كذلك دعوة بعض المستثمرين العرب والأجانب ورؤساء الشركات العالمية للمؤتمر للاطلاع على خطط بلدان القارة والمشروعات المتاحة، والمميزات التى تمنحها الدول للمستثمرين، والأرباح المتوقعة من المشروعات.
فى رأيى فكرة إقامة مؤتمر سنوى أو نصف سنوى أو ربع سنوى فى مصر للاستثمار فى إفريقيا، خطوة هامة جداً لزيادة الترابط والتواصل بين شعوب وقيادات القارة، ونتمنى أن يتم تخصيص الأيام لمشروعات بعينها، مثل: إنشاء الطرق، إنشاء محطات للكهرباء والمياه، إنشاء مشروعات للحديد، للأدوية، للمنسوجات، للتعليم، وغيرها، وهو ما قد يسهل كثيراً عمليات العرض والجذب، والله الموفق.