عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الدراما التاريخية ما زالت لا تجد رواجًا فى مجال الإنتاج المصرى الحديث، خاصةً بعد ان توارى دور مدينة الإنتاج الإعلامى وصوت القاهرة وقطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى، وذلك إثر ثورة يناير 2011 وهو ما أثر سلبًا على سوق الدراما المصرية سواء الاجتماعية أو النوعية أو التاريخية التى لا تجد من يكتب لها، كما كتب الكبار أمثال محفوظ عبدالرحمن وعبدالسلام أمين ومحمد السيد عيد ومحمد جلال عبدالقوى، وأيضًا لا تجد من ينتج ويصرف ويحقق المعادلة الصعبة فى الانتشار الجماهيرى والقيمة الفنية مع الحفاظ على الخط التاريخى الأصلى للعمل، ومع كل هذا فما زالت سوريا والأردن بالتعاون مع الإمارات تنتجان أعمالًا تاريخية جديدة تجذب المشاهد وتحقق الرواج الجماهيرى والمادى مع تقديم صورة درامية فنية متميزة من ملابس وديكور وإخراج وموسيقى وممثلين، وإن كانت الكتابة والحوار أقل كثيرًا من المستوى البصرى والتقنى الفنى للعمل، وأيضًا الحبكة والسيناريو والتسلسل الدرامى كما ان ما قدمته الأردن عام 2016 فى مسلسل «سمرقند» من كتابة محمد البطوشى واخراج إياد الخزوز وبطولة «عابد فهد» فى دور «حسن الصباح» مؤسس حركة الحشاشين أو الباطنية أو الحركة الاسماعيلية فى القرن الخامس الهجرى، فهذا العمل التاريخى الذى يتناول لأول مرة قصة هذا الرجل الذى يعد أول إرهابى يستخدم الاغتيالات والفرق الانتحارية لقتل الأعداء من الحكام والملوك والتجار عبر تلك القلعة التى سكنها مع فرقته الإرهابية التى تُسمى «قلعة الموت» فإن العمل بالرغم من أنه يعرض تلك الفترة من حياة «عمر الخيام» الشاعر الفيلسوف إلا أنه أيضًا يضع مقارنة بين الحرية والعبودية وقضايا النخاسة والسحر والشعوذة فى مقابل حياة أخرى يمنحها ذلك الزعيم الإرهابى حسن الصباح للمقهورين والمظلومين باسم دين أو مذهب الإمام الجديد المسمى الباطنية ومع هذا فإن كتابة العمل أو النص لم تكن واضحة فى الجزء الأول من العمل ما يؤكد أن الانتاج والتصوير اهتم بالصورة على حساب المضمون الدرامى والتاريخى ومثله مسلسل هارون الرشيد إنتاج سوريا والإمارات 2018 من تأليف عثمان جحا وإخراج عبدالبارى أبوالخير وبطولة الفنان «قُصى الخولى» الذى قام بدور هارون الرشيد، حيث اعتمد العمل على ذات الصورة البصرية والانتاج الضخم والملابس والديكور، وأغفل أن يرسم صورة كاملة للشخصيات وأيضًا للفترة الزمنية الزاخرة بالأبعاد الثقافية والفنية وأيضًا الاتجاهات المذهبية مثل ظهور «ألف ليلة وليلة» المترجمة عن الفارسية وبداية الألحان الشرقية «لإسحاق الموصلى» والصراع الدائر بين الأئمة الكبار مثل «ابن حنبل» و«الشافعى» وإرهاصات علم الكلام وخلق القرآن.. فالعمل السورى اعتمد على كتابة عبدالسلام أمين لمسلسل «الأمير المجهول» ابن هارون الرشيد، الذى قام ببطولته الراحل الكبير نور الشريف عام 1997، وكانت الدراما والحوار هى البطل الرئيسى للعمل المبدع الذى سوف يظل منافسًا قويًا لأى إنتاج عربى آخر حتى هذا المسلسل الجديد الذى يصور هارون الرشيد بصورة باهتة بعيدة عن الواقع التاريخى، ويؤكد على الشر والمؤامرات التى حاكها الفضل بن يحيى والبرامكة فى تسيير أمور الدولة العباسية ومحاولاتهم فرض المأمون بدلًا من الأمين كولى للعرش.

الدراما التاريخية تحتاج من الدولة للدعم والمساندة، وأن تضع لها ميزانية سنوية لإنتاج أعمال تاريخية أو عمل درامى تاريخى كل عام يؤصل للشخصيات البارزة والأحداث الكبرى التى شكلت تاريخ ووجدان الأمة والوطن.. الدراما التاريخية فن وثقافة وأمن وبناء للعقل والأوطان.