هموم مصرية
المقولة التى تقول إن معظم الشرر.. من صغائر الأمور!! وما يجرى فى فرنسا الآن وما انتفاضة أصحاب السترات الصفراء إلا بسبب سعر وقود السيارات الذى تحاول به السلطات الفرنسية الحد من استعمال وقود يلوث البيئة.. فكان ما نراه الآن فى قلب باريس ـ حيث شارع الشانزليه وقوس النصر الشهير مع امتداد هذه المظاهرات إلى بلجيكا وهولندا..
ومعركة سعر وقود السيارات بدأت من عام 1973 عندما أخذت أسعار الوقود تقفز منذ حرب أكتوبر وإصرار الدول البترولية على أن تحصل على ثمن عادل لبترولها.
ومنذ هذه الحرب والعالم كله يحاول البحث عن بديل للبترول.. وزادت هذه الحرب مع الانتصارات التى أصابت البيئة فى العالم كله.. لتقليل التلوث الذى يصيب الآن كل ما نأكله ونشربه.. بل ونتنفسه!!
< ومنذ="" الثمانينات="" بدأ="" البحث="" عن ="" وقود="" صحى="" جديد="" للسيارات.="" من="" أى="" مادة="" يمكن="" تحويلها="" إلى="" كحول="" مثل="" الذرة="" والقصب="" وزيت="" عباد="" الشمس..="" فقد="" نجحت="" البرازيل="" فى="" إنتاج="" وقود="" من="" قصب="" السكر="" بعد="" خلطه="" بالكحول..="" ونجحت="" هولندا="" وإيطاليا="" فى="" استخدام="" الغاز="" الطبيعى="" وغاز="" البيوتان="" والبروبان="" فى="" تسيير="" السيارات="" كبديل="" للبنزين،="" ومن="" سنوات="">
ولكننى شاهدت بنفسى تجربة ناجحة فى سوق اليوم الواحد فى مدينة فرانكفورت أكبر مدن المانيا. وكانت باستخدام مخلفات الفواكه وبالذات التفاح المعطوب الذى لا يصلح حتى طعاماً للمواشي.. إذ جاءوا بموتور إحدى سيارات المرسيدس ثم وضعوا فى خزان الوقود كمية من هذا التفاح التالف.. وما أكثره فى غابات ألمانيا.. وألقوا به فى جهاز الاحتراق.. مع قليل من الكحول.. ليتحول كل ذلك إلى وقود.. وبالتالى «دار الموتور» هكذا دون أى تدخل فى عملية التشغيل.
< وفى="" البرازيل="" وهى="" من="" أكبر="" دول="" زراعة="" قصب="" السكر="" فى="" الأمريكتين="" توصلوا="" إلى="" وقود="" للمركبات="" من="" عصير="" قصب="" السكر..="" بفضل="" ما="" فيه="" من="" كحول..="" بل="" هناك="" محاولات="" نجحت="" فى="" استخدام="" مخلفات="" معاصر="" الزيت="" أو="" زيت="" الطعام="" بعد="" استخدامه="" كطعام،="" فى="" تسيير="" السيارات="" بديلاً="" للبنزين="" بكل="" أنواعه="" الرخيص="" والغالي..="" وبالطبع="" تعرف="" ومن="" زمن="" عن="" الغاز="" الحيوى="" الذى="" ينتج="" عن="" تفاعل="" مخلفات="" أى="" مزرعة="" ـ="" بالتخمر="" الذاتى ="" فى="" التدفئة="" وفى="" تجفيف="" الفواكه="" والخضراوات..="" بل="" وفى="" إنارة="" المنزل="">
< وفوق="" سطح="" معهد="" للطاقة="" فى="" أريزونا="" بأمريكا="" وجدت="" طائرة="" شمسية..="" تطير="" بطاقة="" الشمس..="" وجهازها="" قادر="" على="" تخزين="" هذه="">
ثم انطلقت الأبحاث للوصول إلى استخدام الكهرباء ـ وبالبطارية ـ فى تسيير السيارات. وأثمرت هذه الأبحاث عن نزول تلك السيارة الكهربائية المنتجة فى آسيا مثل اليابان وكوريا والصين.. أو المنتجة فى أوروبا وأمريكا وبدلاً من محطات بيع البنزين نجد الآن محطات تبيع الكهرباء للسيارات بل يمكن تركيب أى «فيشة» كهرباء على جدار بيتك.. لتقوم بشحن بطارية سيارتك.. وهكذا..
< حتى="" السيارات="" الشمسية="" أخذت="" طريقها="" وخرجت="" من="" المعامل="" والمصانع="" إلى="" الشوارع..="" وكل="" ذلك="" بحثاً="" عن="" الطاقة="" النظيفة..="" وتقليل="" التلوث="" الهوائي..="" ولكن="" هل="" يعى="" أصحاب="" السترات="" الصفراء="" فى="" فرنسا="" أنهم="" يقفون="" الآن="" ـ="" بمظاهراتهم="" ـ="" ضد="" هذا="" التطور="" الطبيعى="" باستخدام="" طاقة="" نظيفة..="" حتى="" وإن="" تكلفت="" أكثر="" عند="" هذه="" البدايات="" هم="" يقفون="" الآن="" ضد="" هذا="" التطور="">