رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

 

 

أصحاب المعاشات فى معاناة مستمرة لا تنتهى إلا بوفاتهم ولا أحد ينظر إليهم بعين العطف والرحمة، رغم أنهم أفنوا حياتهم وزهرة شبابهم من أجل هذا الوطن!

فللأسف الشديد معاشاتهم قليلة ولا تكفيهم حتى لثلث الشهر!

فقد تعجبت أشد العجب عندما أخبرنى سفير سابق شهير له اسم ملء السمع والبصر أن معاش السفير فى وزارة الخارجية لا يتجاوز الـ1500 جنيه مصرى رغم أنه وهو فى الخدمة طبعاً كان يتقاضى راتبه بالدولار، وهو مبلغ كبير يتناسب مع مكانته الكبيرة، كممثل للدولة المصرية فى الخارج، ولكن بمجرد أن يخطو بأقدامه عتبة المعاش فى بلده حتى تحل عليه اللعنة، ويصبح من ضحايا المعاشات!

وللأسف الشديد فإن أغلب هؤلاء الغلابة قد أصيبوا بالأمراض المزمنة من جراء أكثر من 35 سنة عمل متواصل بلا كلل أو ملل، وهو ما يعنى من ناحية عدم قدرتهم على أداء العمل فى مكان جديد، ومن ناحية أخرى فإن تكاليف العلاج وشراء الأدوية تثقل كاهلهم، مع عدم قيام التأمين الصحى بواجباته نحوهم، فليس كل الأدوية متوفرة فيه، ولا يمنح المريض حاجته من الدواء كما يصفه الطبيب لهم!

ناهيك عن الإنفاق على البيت والأسرة، وهو وضع كارثى يقصف العمر ويحول حياة صاحب المعاش إلى جحيم مقيم!

ولا يمكن أبداً أن أنسى دموع صاحبى وهو يحكى لى بكل حزن وأسى أنه سيخرج على المعاش بعد ثلاثة شهور، ومع ذلك فهو لا ينام الليل من التفكير فى الجحيم الذى سيقدم عليه بعد شهور قليلة، فهو الآن يتقاضى مرتباً حوالى 5 آلاف جنيه، وهو بالكاد يستره ويكفى بالعافية مصروف بيته، والإنفاق على بنتين فى الجامعة، وابن وحيد متزوج حديثاً ويعمل فى شركة أمن خاصة، لا يزيد مرتبه على 1500 جنيه، ولا يستطيع الحياة بغير مساعدة والده.

وبالطبع يبكى الوالد، وهو يقول: كيف سأنفق على أسرتى من معاش لن يتحاوز الـ1250 جنيهاً!

لابد من نظرة من الدولة لأصحاب المعاشات، لأنهم الأضعف فى المجتمع، وقد تحملوا الكثير والكثير، ولابد أن يتذكر كل واحد منا أنه غداً أو بعد غد سيحال للتقاعد، وينضم إلى طابور المعاشات، وسيعانى كما يعانون!