عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اسمحوا لى

فى الشهر الماضى أقام مركز بحوث وتوثيق أدب الأطفال التابع لدار الكتب والوثائق القومية مؤتمرًا تحت عنوان (أدب الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة) والحقيقة أننى اندهشت من العنوان الذى يحدد بشكل قاطع أن هناك أدب أطفال فى مصر لذوى الاحتياجات الخاصة. وتساءلت أيضًا ماذا يعنى العنوان بالضبط هل يقصد أدب الأطفال الذى كتب عن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة أم الذى كتب من أجلهم؟

وبعد أن تم نشر موضوعات المؤتمر كانت الدهشة الأكبر فبعضها مثل (أدب الأطفال فى الاسكان العشوائى!! أو (أثر الأزمات الطائفية على مسرح الطفل) (التسرب من التعليم وأطفال الشوارع!!) (تجارب إخراجية لذوى الاحتياجات الخاصة)، (الإعلام الاذاعى والمعاقون حركيا)، (تأثير برنامج تربية حركية على تحسين القدرات الإدراكية الحركية لطفل التوحد).

فهل يا ترى تندرج هذه المواضيع تحت مفهوم الأدب، وهل يجوز أن يقيم مركز علمى متخصص مؤتمرًا تختلط فيه المفاهيم بهذا الشكل الفاضح؟ وبدلا من أن يكون المركز هو المكان الذى يحدد المفاهيم العلمية والصحيحة ينجرف هو أيضًا نحو المسميات غير العلمية، بل واختلاط المفاهيم الذى يدخلنا فى ارتباكات نحن فى غنى عنها.

قد نتسامح ونعذر الأفراد حينما تختلط عليهم المعايير ويستخدمون المسميات والأشياء فى غير موضعها ولكن أن يشترك فى ذلك مؤتمر تقيمه دار الكتب والوثائق القومية بكل هذه الأخطاء غير المفهومة وغير المبررة فهذا عيب شديد.

وبدلًا من أن تكون الدعوة الفخيمة المذيلة باسم الوزيرة الاستاذة الدكتورة ايناس عبدالدايم والأستاذ الدكتور هشام عزمى رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية والدكتور مدير عام مركز توثيق وبحوث أدب الطفل، هى بالفعل دليل عمل وبداية بحث جاد حقيقى لوضع معايير وتوصيف علمى لما هو الأدب كان المؤتمر مجرد خليط غير مدروس أو منهجى فقد خلط بين ألعاب الأطفال والتجارب المسرحية والاعلام والجرائد والاذاعة فى حين أنه كان من الممكن أن يطلقوا على المؤتمر ( ثقافة الطفل وذوي الاحتياجات الخاصة) فمبلغ علمى أن ما كتب عن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فى المكتبة العربية شحيح ومبلغ علمى أيضًا أن كلمة أدب لا يصح أن تنطبق على ألعاب الأطفال أو مسرح الأطفال أو كتب الأطفال المصورة أو التدريبات الحركية.

وكم أتمنى أن نبتعد عن فوضى المسميات والمصطلحات من أجل فرقعة أو من أجل إعلام وزيطة ونهيص ويالا. لقد آن الأوان فى مصر لعمل جاد لضبط المفاهيم والمصطلحات فهى بداية المعرفة والطريق الصحيح للعمل فلا عمل بدون أساس فكرى وإذا لم تقم بهذا العمل المراكز البحثية والعلمية فمن يا ترى يستطيع؟