رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

وأنت تتابع فعليات المؤتمر الاقتصادى الأفريقى الذى أقامته وزارة الاستثمار فى مدينة شرم الشيخ، يتبادر إلى ذهنك بعض الأسئلة على قدر من الأهمية، منها: لماذا تحمل مصر نفسها مسئولية وضع آليات للتحول والتطور الاقتصادى فى البلدان الإفريقية؟، لماذا تفكر مصر، خلال الظروف القاسية التى تمر بها، فى غيرها من البلدان؟، وهل من العدل أن تتحمل هذه المسئولية أو حتى تحمل عبء الدعوة للتحول؟، وهل مصر قادرة على أداء هذا الدور؟، وهل الإدارة المصرية لا تعلم جيدا بحجم المشاكل والتحديات والمخاطر التى ستواجهها خلال محاولاتها؟، السؤال الأهم: ما الذى يعود على مصر من وعلى شعبها من لعب هذا الدور؟.

لا شك أن الإدارة المصرية تحيط جيدا بجميع المشاكل والتحديات التى تعرقل التنمية الاقتصادية فى بعض البلدان الأفريقية، مثل: عدم الاستقرار السياسى، انتشار الإرهاب، عدم رغبة بعض الحكومات فى تطور وتنمية الاقتصاديات الأفريقية، وعدم رغبتها فى توحد بلدان القارة، ومحاربتها فكرة عودة مصر إلى الحضن الأفريقي، ورغبتها فى الاستيلاء أو استغلال الموارد الطبيعية التى تمتلكها بعض البلدان.

مصر تمتلك كوادر ماهرة قادرة على التخطيط والتنفيذ، سواء داخل الحكومة أو خارجها، كما أن مصر تمتلك القدرة على تأسيس آلية لوضخ استراتيجية لكيفية التحول أو التنمية فى بعض البلدان، ويمكنها مساعدة بعض البلدان فى التمهيد بقوانين وآليات محلية تسهل عمليات الاستثمار.

حماية الأمن القومى للبلدان لا يقف عند علامات حدودها مع جيرانها، بل يمتد إلى محيطها القريب والبعيد، وأمن مصر السياسى والاقتصادى يمتد إلى محيطها العربى والإسلامى والأفريقى، استقرار البلدان الأفريقية اقتصاديا وأمنيا واجتماعيا وسياسيا، يساهم بشكل كبير فى استقرار وتطور مصر أمنيا واقتصاديا واجتماعيا، ويعد جزءا من نجاحنا فى حماية أمننا القومى.

قد تعرقل بعض الظروف محاولات مصر، وقد تقف محاولات مصر عند تنفيذ بعض التحول، وهذا متوقع فى ظل الظروف التى تمر بها القارة، لكن هذا لا يعنى الفشل، بل يعنى فى المقام الأول أنك تسير على الطريق الصحيح، وأنك تفكر وتعمل بشكل جيد، وأن ما حققته سوف تستكمله ولن ترجع به إلى الخلف.

مصر تلم جيدا بجميع المخاطر التى تواجهها، لكن قدرها أن تفكر، وأن تخطط، وأن تحاول، ليس لكى تحتل موقع الزعامة أو القيادة أو العمدة، بل لأن مصالح مصر الاقتصادية والأمنية تحتم عليها التفكير فى اتخاذ هذه الخطوة، وتفرض عليها المبادرة والمحاولة.

استدراك: لو توقفت محاولات مصر عند اتفاقيات التجارة البينية فهى خطوة كبيرة تستحق التقدير والإشادة.

علاء عريبى

[email protected]