قطر.. وقمة مجلس التعاون

ساعات وتنعقد قمة مجلس التعاون الخليجى فى السعودية.. وهى تنعقد وسط أجواء متضاربة ومتعددة الاتجاهات والمواقف، وقد أحسن العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز بتوحيه الدعوة لأمير قطر؛ لحضور هذه القمة.. فهو بذلك فى قمة الحكمة، أى يحافظ على شعرة معاوية فى علاقته، وعلاقات معظم دول المجلس، بإمارة قطر.. ويريد أن يحافظ ولو بالحد الأدنى من علاقات بلاده مع إمارة قطر.. وحتى لا ينهار مجلس التعاون الذى أنشئ وعقد أولى جلساته فى مدينة أبوظبى فى مايو 1981.

ورغم ما حدث فى القمة السابقة التى عقدت فى الكويت.. ومستوى تمثيل دول المجلس عندما أعلن عن حضور أمير قطر لها بعدم تمثيل دول المجلس فى ذلك الاجتماع السابق بملوكها ورؤسائها.. بل وعدم طرح نقاط الخلاف بين أغلبية المجلس وإمارة قطر؛ بسبب تمسك كل طرف بموقفه، واستمرار قطر فى سياستها وارتمائها فى أحضان طهران التى تقف مواقف عدائية من دول الخليج وتدخلها فى سياسات وأمن دولة وبالذات فى البحرين والسعودية، واستمرار احتلالها الجزر الثلاث التابعة لدولة الإمارات منذ نوفمبر 1971.

والوضع الآن - بين دول مجلس التعاون هذه وقطر - لم يختلف عما كان عليه فى أثناء التحضير ثم انعقاد القمة السابقة فى الكويت.. فلا الدول الرافضة لسياسة قطر - وهى السعودية والإمارات والبحرين - غيرت من سياستها.. ولا قطر عادت إلى الحق والصواب وغيرت سياستها المخالفة تماماً لمواقف غالبية دول مجلس التعاون.

بل إن قطر عمدت إلى تصعيد مواقفها بالذات ضد السعودية عندما أعلنت ومن أيام قلائل - عن انسحابها من منظمة الأوبك، بحجة أن هذه المنظمة التى تضم عدداً من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للبترول مثل السعودية والعراق والكويت وفنزويلا مع إيران.. بحجة أن هناك «دولة معينة» تتحكم فى سياسة هذه المنظمة - وهى تقصد بذلك المملكة العربية السعودية بحكم أنها أكبر دولة مصدرة للبترول ليس فى الأوبك وحدها، بل على مستوى العالم، أى أن القرار القطرى يريد أن يوجه لطمة للأوبك، ونفس المسلك للسعودية.. وهنا مكمن الخطر.

< ذلك="" أن="" الخطورة="" تكمن="" فى="" أمرين؛="" الأول="" توقيت="" قرار="" الانسحاب="" قبيل="" انعقاد="" قمة="" مجلس="" التعاون..="" والثانى="" أنها="" ليست="" دولة="" صغيرة="" منتجة="" للبترول="" والغاز..="" لأن="" دولة="" قطر="" من="" أكبر="" مصدرى="" الغاز="" فى="" العالم،="" فضلاً="" عما="" تملكه="" من="" احتياطى="" كبير="" من="" الغاز="" الطبيعى..="" وبالطبع="" سوف="" يؤثر="" ذلك="" على="" منظمة="" الأوبك="" وليس="" كما="" هو="" الحالى="" عندما="" انسحبت="" دولة="" الجابون="" مثلاً="" من="" المنظمة="" من="">

ولكن أخطر ما فى قرار الانسحاب هو تصعيد الخلاف بينها وبين السعودية وباقى دول مجلس التعاون.. أى أن قطر لا تريد خيراً لا الآن ولا فى المستقبل.. حتى وإن لم تعلن اسم الدولة التى تقصدها قطر بسبب الانسحاب.

نقول ذلك رغم أن ما خرج من دهاليز القمة من عدم التعرض لموقف قطر ولا خلافاتها مع معظم دول هذه القمة.. فهل يكون مصير قمة السعودية - بعد ساعات - هو نفس مصير قمة المجلس السابق فى دولة الكويت؟!

عباس الطرابيلى