رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

 

 

 

تمثل القابلية للتطبيق أهم عناصر التخطيط الناجح.. وهذه القابلية  تتطلب عدم تجاهل الحقائق على أرض الواقع.. مهما كانت صادمة.

فالتعليم المصري ظل يعاني لسنوات طويلة من التخبط، والتجارب غير المكتملة.. ولم يعد الأمر يحتمل المزيد من الإخفاق.. وقد جاء الوزير طارق شوقي بخطط طموحة لتطوير منظومة التعليم في مصر.. وهو ما يوجب على الجميع مساندة الرجل في مهمته.. ومن هذا المنطلق نقول: ليس من المنطق في منظومة تعليمية تستفحل فيها «الدروس الخصوصية» أن تصدر وزارة التعليم قراراً بجعل 70% من درجات النجاح للتقدير الخاص للمعلم من خلال الأنشطة «في بيئة مدرسية مهترئة».. فأقل مردود لهذا القرار أن تصبح علاقة الطالب بالمعلم أهم من استيعابه للمنهج.. وبالتالي يعد هذا القرار رافداً جديداً للدروس الخصوصية وترسيخاً لها.. كما يُعرض الأسر للمزيد من الابتزاز لضمان نجاح أبنائها.. نعم الكلام ثقيل، لكنه الواقع الذي يجب أن نواجهه.

وبينما كانت سنة الثانوية العامة في الماضي «بعبع» الأسر وسوق الدروس الخصوصية الرئيسي.. جاء قرار تقسيم الثانوية العامة على الصفين الثاني والثالث الثانوي لتخفيف حدة التوتر على الطلاب والأسر قراراً يحمل أهدافاً نبيلة.. لكن التجربة أثبتت انفصاله عن الواقع.. وأصبح القرار تمديداً لذلك التوتر وتوسعة لسوق الدروس الخصوصية الذي أصبح عامين بدلاً من عام واحد.

ويأتي القرار الجديد للوزارة باحتساب تقدير الثانوية العامة وفق متوسط السنوات الثلاث بنفس الهدف النبيل «ليزيد الطين بلة»، ويضاعف من معاناة الطلاب والأسر، ويفتح مجالاً أوسع لمهرجانات الدروس الخصوصية.. وجعلها 3 سنوات بدلاً من عامين.. وليصبح القرار عبئاً جديداً على الأسر.. ومضاداً لهدف الوزارة المعلن في القضاء على الدروس الخصوصية، وجعل التعليم ممتعاً!

فليس كل ما نجح في دولة أخرى قابل للنجاح في البيئة المصرية بكل خصوصياتها «المريرة».. فالتعليم عملية تكاملية بين المجتمع ككل والمدرسة.. وأي خطة لا تتعامل مع تلك الحقيقة مصيرها الفشل.

وباختصار، ما يحتاجه التعليم في مصر بشكل عاجل.. هو ترميم أساسيات العملية التعليمية.. أي سد العجز الضخم في الفصول الدراسية وصولاً لكثافة 20 طالباً بالفصل.. وإضافة ما يتناسب وتطورات العلم الحديث للمناهج القائمة فعلاً «وهي بالمناسبة ليست بالسوء المزعوم».. وتحسين أوضاع المدرسين.

أما عمليات التطوير الشكلي من تغيير أنظمة الامتحان، واستبدال التابليت بالكتب، وتحول المدراس لبيئة تعليمية متكاملة فكلها أحلام نطمح لها جميعاً.. لكن على أن يأتي ذلك في موعده وبشكل تلقائي.. فما جدوى تزيين واجهة مبنى ينخر السوس أساساته وبات مشرفا على الانهيار!