رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

 

خرجت علينا صحف الأربعاء الماضي بعناوين عن مصرهم وسوداننا إذ يقول العنوان الرئيسي في الصفحة الأولي بجريدة الوفد (السيسي يقول «التعاون بين مصر والسودان» لحماية السلم في المنطقة والقارة الإفريقية) وتابعت الجريدة في الصفحة الثانية قولها إن الرئيس عبدالفتاح السيسي أشاد بالعلاقات المصرية السودانية وعمق الروابط التي تجمع بين الشعبين الشقيقين وطلب الرئيس من وزير الدفاع السوداني نقل تحياته إلي شقيقه الرئيس عمر البشير مشيداً بتميز العلاقات المصرية السودانية، كما نقل وزير الدفاع السوداني للرئيس السيسي تحيات الرئيس عمر البشير، مؤكداً متانة العلاقات التي تربط بين الدولتين وحرص السودان علي تعزيز التعاون المشترك مع مصر في جميع المجالات.

والذين يطالعون الصحف هذه الأيام ويقرأون هذه التصريحات المصرية السودانية لا يتذكرون  أن مصر والسودان كانتا دولة واحدة في ظل الحكم الملكي قبل ثورة يوليو١٩٥٢، وكنا نسير في مظاهرات نهتف (تحيا وحدة مصر والسودان.. نيل واحد ملك واحد شعب واحد) وكان يوجد في السودان حزب سياسي قوي هو الحزب الوطني الاتحادي يعلن شعاره بالوحدة مع مصر ولا تخلو خطب الزعيم السوداني إسماعيل الأزهري من المناداة بتدعيم الوحدة بين دولتي وادي النيل شماله وجنوبه قبل أن يعلن السودان استقلاله في يناير ١٩٥٦.

وكان الرئيس جمال عبدالناصر واعياً للروابط التاريخية والجغرافية والإنسانية لشعبي وادي النيل عندما أنشأ فرعاً لجامعة القاهرة بالخرطوم أقبل عليه شعب السودان لحبه في المدرس المصري في مدارس السودان ثم في اساتذة جامعة القاهرة فرع الخرطوم الذي حباني الله سبحانه وتعالي أن أقوم بالتدريس فيه عام ١٩٦٣ ولمدة عشر سنوات تعايشت فيها وأسرتي مع أحبابنا وجيراننا السودانيين ولم نشعر إطلاقا بأننا شعب منفصل عن شعب السودان الذي يبادلنا ذات المشاعر حباً ومودة وعيشاً مشتركاً بل واستراتيجية سياسية واقتصادية مشتركة أيضا إذ كنا نخرج مع طلابنا في رحلات نيلية ونعجب من المساحات الشاسعة من الأراضي الخصبة  غير المزروعة ونقول اين الفلاح المصري من هذه الملايين من الأفدنة والثروة الحيوانية الغنية والتي عبر عنها الأستاذ عباس الطرابيلي رئيس تحرير الوفد السابق في مقال له بالجريدة يوم ٥ مايو٢٠٠٣ قائلاً (حقاً كيف نستورد اللحوم من نيوزيلاندا واستراليا والارچنتين ولا نستوردها من السودان أليس هذا افضل للشعبين؟).

وتمر الأيام والسنوات  حتي نصل لتصريح الرئيس السيسي في ٢٠١٨ عن الروابط التي تجمع الشعبين الشقيقين المصري والسودانى.

فهل تعود الأيام التي نقول فيها للسودانيين هذه مصركم ويقولون لنا هذا سودانكم؟