عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

 

 

 

فى مقالى السابق كتبت متسائلا متى تنتصر الحكومة والبرلمان للطيران المدنى؟

وقد تلقيت مكالمة كريمة من مصدر رفيع المستوى بالدولة  أكد لى فيها ان الحكومة المصرية تولى الطيران المدنى اهتماما  خاصا  وتعلم مدى خطورة الملف التى تقوم عليه والذى يتعلق بالأمن القومى للوطن وصناعة من أدق وأخطر الصناعات وهى صناعة النقل الجوى وخاصة الشركة الوطنية مصر للطيران التى تتعرض من وقت لآخر لهجمات شرسة مثل تلك التى تناولت احتكارها لحركة السفر الداخلية  وفرضها قيودًا على شركات الطيران الأخرى ففى مثل هذا التوقيت من العام الماضى قامت الحكومة ممثلة فى مركز معلومات مجلس الوزراء  بالتصدى لتلك الحملة وإصدار  بيان   بأن «مصر للطيران» لا تحتكر حركة السفر الداخلية، وأن نسبة التشغيل بصفة عامة من إجمالى حركة شركات الطيران العاملة فى المطارات المصرية لا تتعدى 24.8%. وأنه ليست هناك أى قيود على شركات الطيران سواء التى تقوم بتسيير رحلات داخلية أو دولية بشرط أن يكون لهذه الشركات جدول زمنى معلن ومطابق لمعايير السلامة الجوية والشروط التى تصدر عن سلطة الطيران المدنى المصرى وأن جميع المطارات المصرية مفتوحة أمام جميع شركات الطيران فيما عدا مطار القاهرة لأنه له ضوابط ومتطلبات من قبل سلطة الطيران المدنى المصرى سواء لعمل الشركات الأجنبية أو الشركات المصرية للمحافظة على الخدمة فيه علما بأن هناك 4 شركات طيران مصرية خاصة بخلاف مصر للطيران تقوم بتشغيل رحلات من مطار القاهرة بخلاف رحلات الشركات الأجنبية.

كما ان الحكومة والرقابة الإدارية كانت وراء قرار نقل الشركة الوطنية لمنتخبنا إلى روسيا ووقفت للمنتخب الذى فضل إحدى شركات الطيران الخاصة من أجل المال على شركتنا الوطنية ليس ذلك فقط بل إنها تشيد بإنجازات الطيران دائما وتتشرف به ..والدليل أن مجلس الوزراء  بصدد طلب حصاد بإنجازات الفريق يونس المصرى من وزارة الطيران التى أصبحت حديث الساعة رغم قصر مدة توليه الوزارة والتى لم تتجاوز  الأشهر الستة لعرضها على القيادة السياسية التى تولى هذا الملف اهتمامها لما تعرض له من مؤامرات إصابته فى مقتل.

واكد المصدر ان اهتمام الحكومة بالطيران المدنى ليس  مجاملة او محاباة لشخص ما وإنما الانحياز لوزارة تتنج رغم الخسائر.. تعيش رغم الألم.. فرغم ما تعانيه وتتكبده الوزارة وشركاتها بسبب انخفاض حركة التشغيل بها والخسائر التى تتكبدها منذ ثورة يناير2011 وحتى الآن والتى وصلت إلى مليارات كثيرة  إلا انها قامت بتحديث منظومتها الأمنية وانظمة الملاحة الجوية بها وصرفت عليها ملايين الجنيهات كما قامت بتطوير مطاراتها والتعاقد على بناء مبان جديدة لاستيعاب حركة التشغيل المتزايد.

ورغم خسائرها التى قدرت فى آخر موازنة لها بـ 20 مليار جنيه نفذت  «مصر للطيران»  صفقة شراء 9 طائرات من شركة بوينج الأمريكية بـ864 مليون دولار لدعم أسطولها الجوى واستلمتها بالفعل ودخلت الخدمة هذا بخلاف الصفقة الجديدة

وأرسل لى المصدر رسالة طمأنة مفادها أن «لجنة السياحة والطيران» بالبرلمان تقدر للطيران المدنى دوره الوطنى الذى يقوم به وأن الرئاسة الجديدة للجنة تقدر لوزير الطيران الحالى مجهوداته للاهتمام بالعنصر البشرى الذى يعد عصب الدولة وهى الرسالة التى يؤكد عليها دائما السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى من ان ثروة مصر الحقيقية فى شعبها وناسها وهم مصدر أمنها وامانها.

يا سادة...كم اثلجت تلك المكالمة صدرى  الا إننى ما زالت مصرا على انه على الحكومة والبرلمان اتخاذ إجراءات حازمة إزاء تلك الخسائر التى تتكبدها الوزارة نتيجة لقيامها بدورها الوطنى مثل فتح خطوط والإبقاء على خطوط تكبد الشركة الوطنية خسائر، إيمانا  بالدور السياسى لمصر وخاصة فى أفريقيا والشرق الأوسط.

هذا بخلاف الدور الوطنى الذى تلعبه  مصر للطيران فى الأزمات والكوارث كما حدث  من نقل المصريين العالقين بليبيا واليمن ومن قبلها الصين واليابان  وأيام حرب الخليج 92 من العراق والكويت... وغيرها الكثير والكثير من الأهداف الوطنية ليس المجال هنا لذكرها.

هذا بخلاف أن الطيران المدنى حقاً وقولاً مرتبط ارتباطاً مباشراً بالأمن القومى لمصرنا الحبيبة، ومن حيث الاستثمارات الهائلة بالمليارات لبناء وتحديث المطارات الدولية والمحلية، وشراء الطائرات والمعدات، فإن ثمن شراء طائرة واحدة يفوق الاستثمارات المطلوبة لعدة مصانع، وهنا تكمن صعوبة قيادة هذا القطاع الحيوى والوطنى لأن العائد المباشر على رأس المال المستثمر يكون عادة منخفضاً بالنسبة لأى مجال آخر، ولكن العائد غير المباشر على باقى قطاعات الدولة كبير جداً وفى جميع المجالات.

كما أن مطاراتنا الدولية هى عبارة عن حدود لمصر يجب حمايتها تماماً ومراعاة اليقظة الدائمة لتأمينها، وأن أكثر من 80% من حركة المسافرين الدولية تتم عن طريق هذه المطارات، ولا أحد يستطيع أن ينكر أنه ليس هناك أخطاء أو ثغرات فلا توجد نسبة 100% فى أى نظام أمنى فى العالم، ولكننا نؤكد أن لدينا منظومة أمنية متكاملة بها عناصر بشرية مدربة وأجهزة على أعلى كفاءة، تلك المنظومة تتطابق مع المعايير والتشريعات والقوانين الدولية الصادرة من منظمة الطيران «الايكاو» العالمية...

همسة طائرة...يا سادة..بالأمس القريب أعلن رئيس  القابضة لمصر للطيران الطيار أحمد عادل  رسمياً عن  اطلاق مشروع التطوير وإعادة الهيكلة للشركة للوصول إلى الهدف المرجو منه وهو تعظيم العائد على الاستثمار والحفاظ على قدرة الشركة التنافسية ونمو حصتها السوقية وهى الخطوة التى نرجو من الحكومة فيها ان تدعم شركتها الوطنية التى تحارب من أجل إلا تخرج خارج سوق المنافسة الدولية ....كما أرجو من البرلمان إلا تظل خسائر  مصر للطيران التى ليس  لها يد فيها «عفريت العلبة» الذى تشهره فى وجه كل وزير طيران جديد .. وما زلت أطالب بان تنتصر الحكومة والبرلمان للطيران المدنى. .