رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

أعتذر مجدداً للسيد «إيفل»، وأكرر الدعوة له بالعودة إلى محله المختار لإقامته أمام باب شقتنا، ليقينى بأنه اتخذ هذا القرار رغم أنه نوع من التطفل، لكنه مجبر كلبك لا بطل، بعد أن تخلى عنه صاحبه فى هرمه وأصبح كلباً عجوزاً يستحق العطف والرفق به.

الكلاب والقطط وسائر الحيوانات الأليفة أصبحت أحن وأخلص من بعض البشر، فلم نجد كلباً ولا قطة تنمر بأحد، ولا قتل أبناءه مثل ما يحدث مع بنى البشر، وأعتقد أن الكلاب يتساءلون فى جنون: ماذا حدث لأم من بنى البشر تتخلص من جثث أبنائها فى مقلب زبالة، وأب يذبح أبناءه،  وآخر يلقى بهم فى النيل، وزوجة تترك أطفالها نياماً وتهرب مع صديقها، وأخرى تلقى رضيعها أمام باب المسجد، ناهيك عن حيل بنى البشر التى أصبحت تنافس حكاوى الخيال، حيث متوفى يشرعون فى الصلاة عليه  داخل المسجد، ويدخل شخص يطلب من الإمام عدم الصلاة على المتوفى لأنه مدين له بمبلغ من المال، ويبكى ابن المتوفى ويتبرع المصلون بالمبلغ وفجأة يكتشف الإمام عدم وجود مصلين خلفه، وعندما يكشف النعش يجد سجادة ملفوفة على هيئة جثة، وأن ماحدث  تمثيلية! والأموات بالأموات يذكرون، فأحدث جريمة رشوة كشفت عنها هيئة الرقابة الإدارية بخلاف عصابة الاتجار فى البشر وهى من الجرائم المتكررة، ولكن الجديد هو قيام موظف كبير فى الإسكندرية بطلب 150 ألف جنيه رشوة من مواطن ليعينه فى  وظيفة «مساعد تربي» وبالبحث عن لهفة الراشى على هذه الوظيفة وعن المبلغ الكبير الذى دفعه تبين أن  وراءها جمع ملايين الجنيهات من بينها بيع جثث المتوفين لطلاب الطب.

الكلاب والحمير والبغال أصبحت أكثر قيمة وأهمية من بعض البشر، توقفوا يابنى البشر عند وفاء الكلاب، وأمومة القطة واتعظوا لعلكم تتعلمون.

احدى القطط اختارت أفضل مكتب تلد فيه صغارها وفشلنا فى إقناعها بأنه ممنوع، واخترنا لها مكاناً مناسباً، فتظاهرت بالموافقة، وتبين أنه لم يعجبها، فعادت وولدت فى المكتب، حيث الهواء المكيف والنظافة لتحافظ على صحة صغارها، وبعد أن  كبروا قليلاً نقلتهم إلى مكان آخر أكثر ملاءمة، وكنا نداعبها بإمساك صغار القطط، فكانت تدافع عنهم بأظافرها، وتحوط عليهم بأرجلها، وتطعمهم مما كنا نجود عليها به، إلى جانب بحثها عن طعام إضافى من الخارج كنوع من البحث عن عمل لتأكل من تعبها، وكبر صغار القطط وخرجت بهم يؤنسون وحدتها، هذه هى الأمومة، لا تهرب الأم والأب من المسئولية تحت أى حجة.

أما الكلب «إيفل» الذى اختار شقتنا لينام أمامها، فاعرض عليه حلاً قرأته لأحد المسئولين بوزارة الأوقاف وهو أن هناك وقفاً للكلاب الضالة، كما ذكر الدكتور جابر طايع رئيس القطاع الديني، والبعض أوقف أراضى زراعية لإطعام الكلاب الضالة، بعد أن كثرت وتخلى أصحابها عنها، فى مصر حوالى 22 مليون كلب وقطة، وذكر تقرير حديث أن أكثرها يعيش فى القاهرة والبحيرة والشرقية، وتسربت أخبار عن وزارة الزراعة بأنها تبحث تصدير الكلاب، وغضبت سفارة كوريا الجنوبية وعندها كل الحق، حيث قالت إنها لا تستورد كلاباً من مصر لتأكلها، وقالت إن لديها مزارع للكلاب الضالة، وعادة أكل الكلاب فى كوريا بدأت فى التقلص.

الرفق بالحيوان أمر ديني، وهناك جمعيات فى جميع دول العالم تدافع عن حقوق الحيوان وأشيد من جانبى بالحكم الذى صدر ضد الجزار قاتل كلب الدقى، أما من ناحية الكلب إيفل الذى كان مقيماً أمام باب شقتنا  واختفي، أوجه لك آخر نداء.. نحن فى انتظارك وإذا كنت وجدت إقامة أفضل فلنا عليك حق الزيارة بدافع العيش والملح الذى كان بيننا، ونتأكد أنك سامحتنا، ونطمئن عليك بأنك تأكل من مال الأوقاف بكرامة.