جريمة قتل الطفل الرضيع

نشر بصحيفة الأهرام يوم الاثنين الماضى 3 ديسمبر خبر صغير عن قتل أب لطفله الرضيع، وسنه 4 شهور فقط، وذلك بسبب كثرة بكاء الرضيع ولم يذكر الخبر شيئاً عن كيفية قتل الرضيع ولا السلاح الذى استخدمه الأب فى القتل أو إلقائه الابن الرضيع بشدة على الأرض للخلاص منه.

وقد تعددت مؤخراً حوادث قتل الأب أو الأم للأطفال ويثير هذا الحادث عدة أسئلة عن كيفية قتل الطفل، وهل تم ذلك بأداة قتل مثل سكين، أو أنه قد تم كما أشرنا بإلقاء الطفل على الأرض أو بكتم أنفاسه.. إلخ.

ويثير هذا الحادث السؤال عن الدوافع التى دعت الأب إلى قتل الرضيع وهل هو كثرة بكاء الطفل أم غير ذلك. وبالطبع فإنه من المحتمل أن يكون الأب قد ذبح ابنه بسكين مثلاً بسبب شكه فى صحة نسبه أو مرضه أو تشنجه من هذا المرض، والمرجح أنه قد تم قتل الطفل بإلقائه على الأرض نتيجة كثرة نواحه وسوف يظهر التحقيق الحقيقة فى هذا الشأن.

ولم تكن جريمة قتل الأب لطفله معروفة من قبل هذه الأيام التى تزايدت فيها الضغوط على الأب أو الأم بسبب البطالة أو ضيق ذات اليد أو إدمان المخدرات مع الفقر الشديد. وأظن أن ادعاء الأب بأن الطفل كثير البكاء مجرد حجة كاذبة لتبرير قتل الرضيع.

ويثير هذا الحادث السؤال عما إذا كانت الأم قد تخلت عن طفلها الرضيع للأب سواء كراهية الأم لزوجها وابنها، أو بسبب الفقر وكره الأب مع الابن. وسوف يتبين من التحقيق حقيقة ما حدث ومبررات ترك الأم الرضيع الابن الذى انفصل عن الأم ومن الفروض المحزنة أن تكون الأم قد قررت التخلص من وليدها وتركه لأبيه لتوجهها للزواج من رجل آخر غير الأب الذى انفصل عن الأم، وأرجح أن الأم قد تخلت عن ابنها لأبيه بسبب طلاقها منه.

وتوجد شبهة فى أن القتل قد ترتب على بكاء الطفل وإدمان الأب للمخدرات ولا بد من القول إن قتل هذا الطفل الرضيع قد تم عمداً مع سبق الإصرار والترصد وليس ضرباً أفضى إلى موت. والمرجح أن الدافع هو شك الأب فى نسب الطفل إليه أو إصابته بخلل فى سلوكه لإدمانه المخدرات أو لإصابته بحالة من الجنون لتخلى الأم عن الطفل وتركه لأبيه.

وعموماً فلابد من توقيع عقوبة شديدة على الأب أو الأم الذى يرتكب جريمة قتل الطفل الرضيع أياً كان الدافع الذى أدى إلى ذلك، وأعتقد أنه لا بد من عقاب القاتل للطفل سواء الأب أو الأم بشدة، حيث الجريمة فى الواقع هى جريمة قتل مع سبق الإصرار للرضيع بغرض التخلص من الطفل، والأرجح أن يكون الشك فى نسب الطفل هو الدافع الأساسى.

رئيس مجلس الدولة الأسبق