عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظرة للمستقبل

 

الإنسان كائن متفاعل مع المجتمع، ويحبّ أن يعبّر عن نفسه وقناعاته، من خلال عرض أفكاره على الآخرين ومشاركتهم ما توصّل إليه خلال رحلته فى الوصول إلى الحقيقة. فيلجأ الإنسان للتواصل مع الآخرينَ من خلال الحوار. إذ يُعرّف الحوار لغةً بأنّه الجواب، وقيل المحاورة: المجاوبة والتحاور التجاوب، أمّا اصطلاحاً فيُعرّف الحوار بأنّه حوار يجرى بين شخصين أو أكثر حول موضوع معيّن، للوصول لهدف معيّن، أمّا ثقافة الحوار فتعنى قبول الآخر بما هو عليه من اختلاف دينيّ أو مذهبى أو عرقيّ أو سياسيّ، واحترام التعدديّة عند الاستماع للطرف الآخر ولآرائه، ويعدّ الحوار ثقافة لأنّه مبنيّ على مجموعة من الأسس والآداب التى تجعل منه أداةَ تواصل هادفة، تقرّب الأشخاص من بعضهم وتزيد من التواصل الثقافيّ فى مختلف المجالات، وتزيد من تقبّل الآخر، وترتقى بجميع الأطراف المتحاورة. ويُعرف الحوار بأنّه نوع من أنواع الخطاب الإنسانيّ أو الحوار الدينيّ أو الثقافيّ؛ وقد يكون فى مختلف المواضيع الاجتماعيّة والسياسيّة والإنسانيّة وغيرها، فهو شكل من أشكال الخطاب الدينيّ والثقافيّ الموجّه.

وقد يعرّف الحوار بأنّه فن من فنون الكلام والمحادثة، وصيغة من صيغ التواصل والتفاهم، وأسلوب من أساليب العلم والمعرفة، ومنهج من مناهج الوعى والثقافة. وعند إجراء حوار بين شخصين أو أكثر لا يكون الهدف مجرّد جدال، أو تبادل آراء، بل هو وسيلة للتواصل والثّقة والتفاهم والتحدّى والنّمو والتطّور. (٤) ويمكن أن يُعرّف الحوار بأنّه نشاط عقليّ لفظيّ يقدم فيه المتحاورون الأدلّة والحجج التى توضّح وجهة نظرهم، للوصول لحلّ مشكلة أو توضيح قضيّة ما. وهو نقاش يديره أطراف الحوار بطريقة متعادلة ومتزنة وبحريّة تامة، من خلال تبادل الأفكار والآراء بين المتحاورين، بهدف التعاون على معرفة الحقيقة. ويعدّ الحوار ضرورة لإشباع حاجة الإنسان للاندماج والتواصل مع محيطه، وللحوار آداب يجب اتباعها بين شخصين أو أكثر، ضمن مجموعة من الآداب التى يجب على الجميع الالتزام بها أثناء الحوار، وذلك لينتج عنها حوار ناجح ومنتج، وحتى لا يحصل أى خلاف أو ضغينة بين الأشخاص. فالحوار الذى يتحلّى بالآداب، يكون حواراً ذا قيمة علميّة، مع الوصول للفائدة المرجوّة منه. فهو يسهم فى بناء جسور الثقة بين الأطراف رغمَ اختلاف أفكارهم وآرائهم، ويسعى للوصول للقواسم المشتركة بين الأطراف، كما يساعدُ على التخلص من الأفكار الخاطئة. لذا فإنّ الحوار الجيّد يجب أن يكونَ ملتزماً بالآداب أكانت آداباً نفسيّة، أو لفظيّة، أو علميّة.

وهذه الآداب مهمّة لضمان استمراريّة الحوار، وتبقى مهمّة حتى بعد انتهاء الحوار لضمان تنفيذ النتائج التى توصّل إليها الحوار. يقسّم العلماء الحوار إلى مستويين رئيسيين يتخذهما المتحاور، اعتماداً على الطرف المشارك فى الحوار. والنوع الأوّل هو الحوار مع الآخر، الذى يكون بين شخصين أو أكثر حول قضيّة ما بهدف الوصول للحقيقة، ومع مراعاة آداب الحوار المختلفة، وبطريقة علميّة ودونَ الحاجة للوصول للنتيجة بشكل فوريّ. ويتميّز هذا الشكل من مستويات الحوار بكثرة استخدام الجمل التعجبيّة والاستفهامية والجمل التى تحتوى على الأمر والطلب. وقد يكون الحوار مع الآخر سلبيّاً أو إيجابيّاً، فإذا كان الحوار يتخذ منحنى تعصبيّاً، أو عدوانيّاً، فهو سلبيّ لا جدوى منه سوى الخلاف والعناد.

أمّا إذا كان الحوار يهدف لإيصال رسالة، أو الوصول لحقيقة، والأطراف فيه ملتزمون بالاحترام، والواقعيّة، وتقبّل الآخر، فهو حوارٌ إيجابيّ ينهض بالأمّة، أمّا المستوى الآخر للحوار فهو الحوار مع الذات. فيكون الشخصُ فى هذا المستوى متحاوراً مع ذاته روحانيّاً أو داخليّاً، بشكلّ سريّ دونَ أن يشاركه الآخرون الأفكار التى تدور داخله. وهو أشبه ما يكون بتحدث الشخص مع شخص آخرَ وهو هنا صوت داخليّ يمثل الشخص نفسه. ويعدّ هذا الحوار مهمّاً للإنسان، فهو يقلل الاضطرابات، ويولّد تناغماً وتصالحاً للإنسان مع نفسه.