رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات 

 

 

إوعى تأخذ الناس بالمظاهر.. فلا تقل هذا صالح ومصيره الجنة.. وهذا فاسد ومصيره النار.. فلا يعلم المصير.. إلا الله رب العالمين.

ففى إحدى غزوات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.. وعقب انتهاء القتال مباشرة.. أخذ صحابة رسول الله عليهم السلام.. يشيدون ببطولات واحد منهم..وكيف أنه أبلى بلاء حسناً وقتل من الأعداء عددا كبيرا.. حتى سقط شهيداً، ولكنهم فوجئوا بالرسول الكريم.. يقول لهم ادعوا لأخيكم فإنه يعذب.

احتار الصحابة كيف يعذب الرجل.. وقد أبلى فى الحرب بلاء شديداً.. حتى سقط شهيداً.

فذهبوا الى جثمان الرجل.. ففوجئوا به وقد مات بطعنة من رمحه هو.. إذ إنه لم يصبر على آلام الطعنات التى أصابته..فطعن نفسه برمحه..فمات منتحرا..ولم يمت شهيداً، وقد قرات حكمة ذات مرة تقول: إن أحدهم ذهب للجامع.. فقالوا عنه هذا هو التقى الورع.. وهو فى الحقيقة لم يذهب للجامع.. إلا ليسرق أحذية المصلين.

وآخر ذهب لخمارة.. فقالوا فسد الرجل وانحرف.. وهو فى حقيقة الأمر.. إنما ذهب لهداية السكارى والمنحرفين.

واليوم سأروى لكم قصة فى هذا الاتجاه.. وإن كانت لا تخلو من الطرافة.. يقول صاحبها:

بعد الانتهاء من دفن جارنا رحمه الله..

وقفت مع ابنه الشاب نقرأ له الفاتحة قبل مغادرتنا المقبرة وكانت المفاجأة..إذ سمعنا صوت أذان من وسط القبر..لم أصدق.. ما أسمع.. ناديت من حولى..

وضعت أذنى على الأرض.. نعم إنه أذان من القبر..شىء أغرب من الخيال..الكل صاح.. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. امتلأت المقبرة بأصوات التكبير.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا بد أن له مكانة عالية فى السماء حتى تستقبله الملائكة بالأذان، ولولا أن كان معى أكثر من عشرين شخصاً

لاعتبرت نفسى أتخيل.. أو مجنونا.. بكى الناس خشوعاً.. وآخرون بكوا ندماً لأنهم لم يكونوا يعرفون أهمية هذا الرجل.. رحمك الله يا جارنا.. حرمتنا من بركاتك.

ونحن فى هذه اللحظات التى لا تصدق، وصل حفار المقبرة راكضاً.. لاهثاً بعد أن سمع بالخبر.

وبدأ يحفر طرف القبر، ربما ليرى النور الذى سيخرج منه. نعم.. ها هو قد نزل سريعاً.. إلى القبر وقلوبنا تخفق.. بشدة ماذا سيفعل؟.

ونحن ننتظر خروجه لنرى معجزة هذا الجار الغالي وعندما خرج الحفار.. كان بيده موبايله الذى سقط منه داخل القبر أثناء الدفن!!

العبرة يا إخوانى.. لا تأخذوا الناس بالمظاهر.