رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

الأزهر الشريف.. لم يكن، ولن يكون بوابة التجديد الدينى.. ولا أعتقد أن عالماً واحداً من علماء الأزهر فى عصرنا هذا، ولهم كل التقدير، بمن فيهم شيخنا الجليل الدكتور أحمد الطيب، يصلح لهذه المهمة، لأنهم ببساطة ليسوا أفضل، بأى حال من الأحوال، لا علماً ولا شجاعة، عمن سبقوهم من كبار علماء الأزهر، الذين حاولوا التجديد وفشلوا فشلاً ذريعاً.. وتم فصلهم ومحاكمتهم من الأزهر نفسه!

وقد حاول الشيخ عبدالله الشرقاوى الشافعى، الذى دافع عن المشروع الإصلاحى فى أواخر القرن الثامن عشر، والشيخ حسن العطار الذى قاد ثورات القاهرة ضد الحملة الفرنسية مطلع القرن التاسع عشر، والشيخ سليم البشرى، ومحمد عبده، والشيخ محمد مصطفى المراغى.. ومصطفى وعلى عبدالرازق، والشيخ المجدد محمود شلتوت.. وحتى طه حسين الذين بهدلوه فى النيابات والمحاكم.. كلهم علماء امتلكوا العلم والشجاعة للوقوف أمام التيار الحنبلى، نسبة للشيخ أحمد بن حنبل، المعروف عنه وعن تياره بالجمود عند النص، وحاولوا أن يعملوا العقل والتفكير العلمى بما لا يتناقض أو يهدم الشرع.. ولكن جميعهم ذهبوا وبقى الأزهر على حاله!

وكان «العالم الجليل عبدالمتعال الصعيدى» (1894 - 1971م) والمعروف بشيخ المجددين، أو الشيخ الثائر، لآرائه الشجاعة فى إصلاح نظام التعليم فى الأزهر، وفى ضرورة الفهم العقلى للنص.. قد حاول الاقتراب ولو قليلاً بمقال عن «الحدود الإسلامية».. وهاجوا وماجوا عليه، من داخل الأزهر، وحاكموه وفصلوه من كلية اللغة العربية ولم يعد إلى وظيفته فى الكلية إلا بعد أن تولى الشيخ مصطفى المراغى مشيخة الأزهر الشريف.. ولكن ظل كتابه عن «الحدود الإسلامية» مخطوطاً ولم يطبع حتى الآن، رغم أهميته الفقهية التجديدية.. فقال بمرارة مخاطباً زمانه، وكأنه يقولها لزماننا: «كان الواجب أن يكون لنا الآن أزهر حديث كمصر الحديثة، لتنسجم مصر المدنية مع مصر الدينية ولا تعوق إحداهما الأخرى فى طريق النهوض، نعم كان من الواجب أن يكون لنا أزهر حديث له قدرة على حل المشكلات الدينية الحديثة، فلا يتركها حجر عثرة فى سبيل نهوض مصر بل فى سبيل نهوض العالم الإسلامى كله»..!

ولهذا.. أبقوا الأزهر على حاله ولا تحملوه ما لا يحتمل.. فلن يقود حركة التجديد فى الخطاب الدينى لأن فاقد الشىء لا يعطيه.. وليس أمامنا سوى التعليم العام، فهو السبيل الوحيد للتجديد إذا استمرت خطة التطوير التى اتخذتها الدولة حالياً وتجاهد فى تنفيذها.. لأن التعليم الحديث، وطرق التعليم المتطورة، والتدريب على التفكير، واستخدام العقل، والابتعاد عن النقل، وعدم الاكتفاء بالحفظ والتلقين.. كل ذلك لا يؤدى فقط إلى تعليم متطور وحديث، ولكن يؤدى إلى تفكير متطور وحديث.. وبالضرورة إلى مجتمع متطور وحديث!

[email protected]