رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

 

جمع المولى عز وجل عدة صفات فى حبيبه وصفيه محمد صلى الله عليه وسلم لم تجتمع فى بشر, لذلك أحبه الكون كله من جماد ونبات وحيوان كلها أحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر الله.. حتى أن بعضها من الحب سبح بين يديه، والبعض سلم عليه، والبعض الآخر سجد بين يديه وقبلها بالطبع الإنسان.

ولنبدأ بالجماد ونكتفى بقصة واحدة وهى حنين الجذع إليه صلى الله عليه وسلم  فقد كان المصطفى - قبل صنع المنبر الشريف - يخطب قائماً معتمداً على جذع نخل, فإذا طال وقوفه صلى الله عليه وسلم، أو شعر بتعب، وضع يده الشريفة على ذلك الجذع, فلما كثر عدد المصلين، وضاق المسجد بأهله، بحيث لم يعد يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم  من صلى فى آخر المسجد أو من كان جالساً في آخره إذا وقف في مقدمة المسجد، إضافة إلى تقدم سن النبي صلى الله عليه وسلم، مما جعل الصحابة رضـي الله عنهم يشفقون عليه صلى الله عليه وسلم إذا طال وقوفه، لذا أشار عليه بعضهم أن يصنعوا له منبراً، فوافق صلى الله عليه وسلم على ذلك، فصنعوه من طرفاء الغابة.

فلما وضع للنبي صلى الله عليه وسلم  المنبر في موضعه، وخرج صلى الله عليه وسلم  من باب الحجرة الشريفة، يوم الجمعة يريد المنبر، ليخطب عليه، فلما جاوز الجذع الذي كان يخطب عنده، ولم يقف عنده، وصعد المنبر، وإذا بالجذع يحن إليه بصوت سمعه كل من كان في المسجد، حتى ارتج المسجد، ولم يهدأ فتأثر الصحابة رضوان الله عنهم، وتعجبوا لذلك تعجباً شديداً، هذا الجذع اليابس يحن ويصيح.. نعم.

هذا جماد ابتعد عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم  أمتاراً أربعة أو خمسة، فلم يتحمل هذا البعد، ولم يطقه، يبكي ويحن شوقاً إليه صلى الله عليه وسلم، وحزناً على فراقه صلى الله عليه وسلم، ولم يهدأ حتى ضمه صلى الله عليه وسلم  وخيره فكيف بالبشر؟

هذا غيض من فيض وللحديث بقية.

 

[email protected]