رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلمة عدل

 

 

فى إطار الحديث عن الفيلسوف العظيم هيجل نقول إن الحرية عند هذا الفيلسوف يمكن وصفها بأنها بناء وتطوير داخل نطاق التقاليد الأفلاطونية التى تشمل أرسطو وكانت. قد يضاف إلى هذه القائمة أيضًا فلاسفة مثل برقليس، أفلوطين، ميستر إكهرت، يعقوب بوهمه، اسبينوزا، لايبنتز، روسو. وما يشترك فيه هؤلاء المفكرون وما يميزهم عن الفلاسفة الماديين مثل إبيقور والرواقيين وتوماس هوبز وعن الفلاسفة التجريبيين مثل ديفيد هيوم، أنهم يعتبرون أن كلًا من الحرية والجبر الذاتى حقيقى وله آثار وجودية مهمة للروح أو العقل أو الإله. هذا التركيز على فكرة الحرية جعل أفلاطون يأتى بفكرة أن الروح لها وجود أسمى أو أكمل من وجود الكائنات الجامدة. ورفض أرسطو نظرية أفلاطون عن عالم المثل.

وكان لكتابات يعقوب بوهمه الغامضة أثر كبير على هيجل. رأى بوهمه أن «هبوط الإنسان من الجنة» كان مرحلة أساسية فى تطور الفضاء الكونى. وأن هذا التطور هو نتيجة إرادة الله لكمال الإدراك الذاتى. جذبت هيجل أعمال إسبينوزا وإيمانويل كانت وجان جاك روسو ويوهان غوته وأثرت فيه الثورة الفرنسية.

ظهرت الفلسفة الحديثة، والثقافة، والمجتمع فى نظر هيجل عناصر مشحونة بالتناقضات والتوترات، كما هى الحال بالنسبة للتناقضات بين موضوعِ وذات المعرفة، بين العقلِ والطبيعة، بين الذات والآخر، بين الحرية والسلطة، بين المعرفة والإيمان، وأخيرا بين التنوير والرومانسية. كان مشروع هيجل الفلسفى الرئيسى هو أَن يأْخذ هذه التناقضاتِ والتوترات ويضعها فى سياق وحدة عقلانية شاملة، ذكر ذلك فى سياقاتٍ مختلفة ودعاه «الفكرة المطلقة» أو «المعرفة المطلقة».

طبقًا لهيجل، الخاصية الرئيسية فى هذه الوحدةِ أنها تتطوّرَ وتتبدى على شكل التناقض والسلب. ويكون للتناقض والإنكار طبيعة حركية دائمة فى كل مجال من مجالات الحقيقة: الوعى، التاريخ، الفلسفة، الفن، الطبيعة والمجتمع. وهذه الجدلية هى ما تؤدى إلى تطويرِ أعمق حتى الوصول إلى وحدة «عقلانية» تتضمن تلك التناقضات كمراحل وأجزاء ثانوية ضمن كل تطور أشمل. هذا الكل عقلى، لأن العقل وحده هو القادر على تفهم كُلّ هذه المراحلِ والأجزاءِ الثانوية كخطوات فى عملية الإدراك. وهو «عقلانى» أيضًا لأن النظام التطورى المنطقى الكامن يقبع فى أساس وجوهر كل نطافات الواقع والوجود، وهو ما يشكل نظام التفكير العقلانى.

اعتبرت الفلسفة الهيجلية أن الميزة الأساسية للإنسان هى «الوعى بالذات». وأن هذه السمة «تجعله قادرا على الارتداد إلى ذاته، وهى نفسها جوهر الفكر الذى يعنى الانعكاس أو الارتداد». استعمل هيجل مفهوم «الوعى» لتأسيس فلسفة شمولية للتاريخ الذى هو المنتوج الأهم للعقل الإنسانى. وبناء على ذلك فإن تاريخ العالم -من وجهة نظر هيجل- هو صراع من جانب الروح لتصل إلى مرحلة الوعى الذاتى وهى المرحلة التى تكون فيها حرة عندما تسيطر على العالم. وقد أوضح هيجل نظريته فى فلسفة التاريخ فى كتاب «محاضرات فى فلسفة التاريخ» الذى جمع ونشر بعد وفاته.

.. وللحديث بقية.

رئيس حزب الوفد