رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

عزيزتى.. لا تبكى ولا تحزنى، انفضى تراب الهم عن نفسك، دافعى عن حقوقك بكل قوة واحترام، لا تتهاونى ولا تتنازلى، وإن قررتى العطاء والتضحية، يجب أن يكون هناك أيضًا من يضحى لأجلك ويعطى، حتى تتمكنى من مواصلة المسيرة والحياة، حتى لا تنضبى وتجفى من كل عطاء، وتصبحى كالثمرة الجافة لا تثمر أو تسعد من حولها، عزيزتى الأنثى لقد أوصى الله بك الرجال، كما أوصى رسوله الكريم وحذر من تحطيمك، ووصفك بالقارورة لأنها سهلة الكسر، وإذا انكسرت لا تعود كما كانت سليمة مهما بذلت محاولات إصلاحها، فقال صلى الله عليه وسلم- «استوصوا بالنساء خيرًا»، و«رفقًا بالقوارير»، وساق الخالق سبحانه لعبداته المؤمنات أسباب السعادة وعدم الحزن كما ورد فى ذكر آياته.

نعم حرم الله سبحانه الحزن على النساء، لأنها العطاء والعاطفة والمشاعر، الأم التى تربى، والسكن الذى يسكن إليه الرجل ويأمن، ويسكن إليه الأطفال، لأن الجنة تحت أقدامها كأم، ولأنها الحبيبة والصديقة والأخت والبنت، لو منحتها أيها الرجل الحب والاحترام والأمان، منحتك أجمل ما يحلم به إنسان، من حب وود وعطاء وأمان وتضحية، وإن أسأت إليها ولم تحترمها وأهنت أنوثتها، حصدت الحصرم والهم والغم.

لقد ورد ذكر إزالة الحزن عن المرأة فى القرآن أكثر من مرة، مما يدلل على واجب البشرية إسعاد الأنثى، وعدم التسبب فى حزنها وتعاستها، فورد فى كتابه العزيز لأم موسى «كى تقر عينها ولا تحزن» (سورة القصص)، و«أن تقر أعينهن ولا يحزن» (سورة الأحزاب)، وقال للسيدة مريم «فناداها من تحتها ألا تحزنى» سورة مريم، وكرر فى سورة القصص «ولا تخافى ولا تحزنى»، وذكر حزن المرأة وتصرفات العلى القدير فى إزالة أسباب الحزن، إنما بمثابة أمر إلهى للرجل بألا يحزنها، فوضحت الآيات أن حزن المرأة عميق، والحزن يكسر قلبها، وثبت لدى جراحي القلب وعلى رأسهم الدكتور مجدى يعقوب أن القلب المكسور عاطفياً، يؤدى إلى حدوث انحناءة خطيرة بعضلة القلب، ومن هنا تصاب غالباً المرأة بأمراض القلب.

نعم انكسار قلب الأنثى يكون قاسياً عندما تتعرض للظلم أو الأذى الحسى أو المعنوى من رجال مفترض أنهم حصن الأمان والحنان والحماية لها، والدها، أخوها، أو ابنها، فبدلاً من أن تستمد منهم القوة والطاقة التى تعينها على العطاء، يكسرونها فتتوقف عن كل هذا أو قد تظل تعطى وهى مجروحة حتى النزف الأخير، الزوج يكسر زوجته ويحزنها بظلمه وإهماله وسوء عشرتها وبخله وتخليه عنها فى بداية أو منتصف الطريق، يذهب ليتزوج بأخرى ويعدد زوجاته ليستمتع، ويتركها إما معلقة أو مطلقة وكلتا الحالتين كسر لها، حتى وإن تزوجت بآخر، فستعيش بنفسية مدمرة هذا إلا إذا نجح الزوج الجديد فى مساعدتها بالحب والحنان، ليعبر بها بر الأمان حتى تستعيد نفسها ومشاعرها، ولا يكون سبباً جديداً لتدمير ما تبقى منها.

والأب والأخ بدلاً من أن يكونا سنداً للبنت وصمام أمان وحماية، يظلمانها، إما بسوء المعاملة والإهانة أو استلاب حقوقها بما فيها حقوقهما الشرعية بحرمانها من الميراث أو بإجبارها على الزواج ممن لا ترغب فيه، أو التفريق فى المعاملة بينها وبين اشقائها، فتنكسر وتنزوى مع مشاعر مؤلمة من الوحدة والغربة حتى وهى وسط أسرتها، وعندما يقسو الابن على أمه، يهينها أو يقاطعها، وقد يضربها كفعل بعض الأبناء العصاة العاقين، فتنهار الأم المسكينة، وتشعر أن كل عطائها وشبابها وحياتها التى ضحت بها من أجل أبنائها ضاعت هباءً، فتنكسر وتنهار، وتتمنى الخلاص من الحياة.

أيها الرجل المرأة لم تخلق من قدمك لتدوس عليها، ولم تخلق من رأسك لتتعالى عليها، خلقت من جنبك، من ضلعك لتكون مثلك، بجانبك، إنها المقطورة التى تقود حياة الأسرة والمجتمع إلى طريق الأمن والسلام، فإن أتلفتها، أتلفت الأسرة وهددت المجتمع كله بالفرقة والتفكك والفشل، المرأة نعمة عظيمة عليك الحفاظ عليها، ورعايتها، وتقديرها لتستقيم الحياة، وينصلح المجتمع، وهى بحاجة إلى حنانك لا استغفالك، لدعمك وسندك، لا اهانتك واستقوائك، اجعلها تشعر بالحياة من خلالك، بالحرية وهى تحت جناحك وحمايتك.

.. وللحديث بقية

[email protected]