رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلمة عدل

فى إطار الحديث عن العظماء الذين غيروا وجه التاريخ على الأرض، نتحدث اليوم عن أحد الفلاسفة الكبار وهو هيجل، ويعتبر هيجل أحد أهم الفلاسفة الألمان، حيث يعتبر أهم مؤسسى المثالية الألمانية فى الفلسفة فى أواخر القرن الثامن عشر الميلادى. طور المنهج الجدلى الذى أثبت من خلاله أن سير التاريخ والأفكار يتم بوجود الأطروحة، ثم نقيضها، ثم التوليف بينهما. كان هيجل آخر بناة «المشاريع الفلسفية الكبرى» فى العصر الحديث، كان لفلسفته أثر عميق على معظم الفلسفات المعاصرة.

ولد بتاريخ 27 أغسطس عام 1770 لعائلة بروسية (نسبة إلى بروسيا) تنتمى إلى البورجوازية الصغيرة. كان والده موظفًا فى الدولة البروسية. كانت أمه ابنة محام فى المحكمة العليا. توفيت أمه بسبب حمى الضنك، وهو فى الثالثة عشرة. أصيب هيجل ووالده بالحمى لكنهما تعافيا منها. دخل هيجل المدرسة فى سن الثالثة. وحين دخل «المدرسة اللاتينية» فى سن الخامسة كان بالفعل يعرف الأبجدية اللاتينية التى سبق أن علمته أمه إياها. فى سن السادسة التحق بمدرسة متقدمة فى شتوتغارت. فى فترة المراهقة كان هيجل قارئاً نهماً، وكان ينسخ مقاطع طويلة مما يقرأ، ومن الكتاب الذين كان يقرأ لهم: الشاعر فريدريش غوتليب كلوبشتوك وكتاب عصر التنوير مثل إفرايم ليسينغ. وكانت أطروحة هيجل للتخرج فى الثانوية بعنوان «حالة ركود الفن والمعرفة فى تركيا».

بعد أن أنهى هيجل دراساته الثانوية فى مدينته الأصلية شتوتغارت، انتقل عام 1788 إلى مدينة توبينغن (تبعد نحو 45 كم) ودخل إلى كلية الإلهيات الشهيرة بجامعة توبنغن. وهى الكلية التى تخرج فيها مشاهير مثل: يوهانس كيبلر ومعاصرون وأصدقاء لهيجل مثل فريدرش هولدرلين وفريدريك شيلنغ، وفيما بعد دافيد ستراوس. وهناك درس التاريخ وفقه اللغة الألمانية والرياضيات بصحبة صديقه «هولدرلين» الذى سيصبح شاعرًا كبيرًا فيما بعد، وقد نشأت بينهما صداقة حميمة وعميقة، وصديقه الآخر «شيلينغ» الذى سيصبح فيلسوفاً. وكانوا يتشاركون الغرفة نفسها. لم يكن الثلاثة مرتاحين لما اعتبروه جواً متزمتاً فى الكلية. وكان بعضهم يتأثر بأفكار بعض. كانوا جميعهم يقدرون عصر هلنستى، وكان هيجل خاصة فى تلك الفترة معجبا بجان جاك روسو وإفرايم ليسينغ. وتابعوا أحداث الثورة الفرنسية وكانوا متحمسين لها. وكان «شيلنغ» و«وهولدرين» يستغرقان فى نقاشات حول الفلسفة الكانتية، وكان هيجل بمعزل عن تلك النقاشات. أراد هيجل فى حينها أن يصبح «فيلسوفا شعبيا» ومهمته أن يبسط أفكار الفلاسفة الغامضة ويجعلها متاحة للجمهور. لم يظهر هيجل اهتماما نقديا بالفلسفة الكانتية حتى عام 1800.

أتم تعليمَه فى كلية توبينغر شتيفت وحصل على الشهادة اللاهوتية. وعمل هيجل مدرسا خصوصيا مدة ثلاث سنوات لدى أسرة أرستقراطية فى برن. فى تلك الفترة ألف كتابه الذى عرف فيما بعد باسم «حياة يسوع» وكان عنوانه الأصلى «إيجابيات الدين المسيحى». توترت علاقته بالأسرة التى كان يعمل لديها، فعرض عليه صديقه «هولدرلين» العمل مدرسا عند أسرة أخرى فى فرانكفورت فانتقل عام 1797. فى تلك الفترة بالذات كان لهولدرلين تأثير كبير فى فكر هيجل. وفى أثناء عمله فى فرانكفورت، كتب هيجل مقالات مثل: «شذرات عن الدين والحب» و«روح المسيحية ومصيرها» ولم تنشر هذه الأعمال فى حياته. وله مقال آخر بعنوان «أقدم نظام للمثالية الألمانية» الذى يُعتقد أنه كتبه عام 1797، لكنه لم ينشر إلا عام 1926.

فى عام 1801 انتقل هيجل إلى ينا بتشجيع من صديقه «شيلينغ» الذى كان بروفيسوراً فى جامعة المدينة. عمل هيجل فى الجامعة محاضرا متعاونا (بدون راتب) بعد أن قدم أطروحة دكتوراه فى علم الفلك. فى تلك السنة نشر هيجل كتابه الأول بعنوان «الفرق بين فخته وشيلينغ فى النظام الفلسفى». وكان هيجل يحاضر عن المنطق والميتافيزيقا وشارك فى تقديم فصلين دراسيين مع صديقه «شيلينغ» أحدهما كان بعنوان «مقدمة عن فكرة وحدود الفلسفة الحقيقية». فى عام 1802 اشترك شيلينغ وهيجل فى إصدار دورية «مجلة النقد الفلسفى» واستمرت سنة واحدة حتى غادر شيلينغ إلى فورتسبورغ.

.. وللحديث بقية

رئيس حزب الوفد