رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

بالرغم من أن عصر العبودية والرِق قد انتهى من العالم بعد عدة معاهدات ووثائق تبنتها ووقعتها الدول التى بدأت التجارة الرخيصة المهينة ألا وهى بريطانيا وفرنسا إسبانيا وقطعاً أمريكا التى كانت آخر الدول فى محاربة تجارة الرق والعبودية بعد حرب أهلية ضروس فى الشمال والجنوب انتهت بأن الرِق وتجارته جريمة كبرى، وكانت آخر معاهدة من عصبة الأمم فى عام 1906 بإلغاء وتجريم هذه التجارة هى القول الفصل فى العالم الحديث، ومع هذا ظلت بعض الدول الإفريقية تتاجر فى العبيد حتى نهاية الحرب العالمية الثانية وظهور التليفزيون أو الإعلام المرئى وما يتبعه من كشف وتوثيق للمعلومة، وبالتالى التعرض للعقوبة الدولية ومع كل هذا ظلت كثير من الدول فى الشرق العربى تمارس العبودية بصور وأشكال مختلفة خاصة بعد ظهور النفط فى تلك الدول وما يتبعه من استعمال عمالة آسيوية أو إفريقية من بلدان تعانى الفقر والجهل وأصبحت العبودية حبراً على ورق تحت مسميات نظام الكفيل والعوز والحاجة والجهل، وإن كانت العبودية مازالت متواجدة فإن الجوارى مازالن يعشن فى نفوس وعقول العديد من النساء والرجال، وهو الأمر الذى يدفع الرجال إلى البحث عن الجارية فى كل امرأة يرغبونها، الجارية الخاضعة التى تعرض كل مواهبها الجسدية والبشرية من أجل متعة وراحة الرجل وهذا ما نراه فى أغانى الفيديو كليب التى تتباري فيها الفتيات والنساء فى العرى والإباحية والتلوى كما الحية الرقطاء فى سبي إثارة الرجال وإشباع شهواتهم.

ولم ولن تفلح كل دعاوي المرأة والمنظمات الدولية في المطالبة بعدم التحرش أو وقف العنف تجاه المرأة مادام هناك هذا الفكر الذي يعلي من شأن العبودية ويتمسك بفكرة الجواري سواء فى أن المرأة هي عورة، ملكية خاصة للرجل فعليه أن يخفيها ويغطيها ويسدل عليها استاراً وحُجُباً حتى تكون له وحده ويمنع عنها الهوية والتواجد والذاتية ويحولها إلى شيء لا ملامح له أو وجه له بل ويزيد في أن يحولها إلى كائن مقتنع بأن هذا التخفي وهذا الظلام هو من أجل صالحها وأمنها وحمايتها.

وعلى الجانب الآخر يظل اتجاه الرفض والتحرر يرى أن المرأة حرة تماماً في أن تبدي ما تريد من هذا الجسد ويدافعون عن حقها في العري والابتذال طالما أن هذا جسدها وتلك أفكارها، وفي هذا إهانة شديدة للمرأة ولمعنى ومفهوم الحرية غير المسئولة والحرية التي تضرب العادات والتقاليد والعُرف والناموس البشري الذي يكرم الإنسان رجلاً أو امرأة بالستر للعورات، وأي امرأة تفضح جسدها هي امرأة مازالت ترى أنها جارية تجلب الرجال وتعرض بضاعتها لإقناعهم وليزيد سعرها في أسواق العبيد والنخاسة.. عودة الجواري للحياة الحديثة هو نتاج لكل الأفكار المتعصبة والمتشددة التي مازالت تصر على فرض الوصاية والحماية على المرأة من منطلق أن الحرة هي متاع لصاحبها وأن الجارية هي متاع للجميع.

الفكر واحد في أن المرأة ملكية خاصة أو ملكية عامة جارية للرجل الذي يقرر متى يمنحها صك الحرية أو يترك لها الخيار فى أن تعمل عقلها كإنسانة حرة وليست كبضاعة للفرجة والمتعة.