حكاوى
تصريح الدكتور هشام عرفات وزير النقل بازدواج خط قطار المناشى من القاهرة إلى كوم حمادة، قرار صائب مائة فى المائة فهذا القطار يستقله ملايين البشر ذهاباً وإياباً ويخدم آلاف القرى والمدن الواقعة على طول الخط. وأذكر أننى منذ سنوات طويلة قد نشرت فى صحيفة «الوفد» سلسلة تحقيقات صحفية ومقالات بشأن هذا الخط، وقد سعدت سعادة بالغة من تصريح وزير النقل، لأن ازدواج هذا الخط سيرحم الملايين من رحلة العذاب الواسعة التى يتعرضون لها يومياً على هذا الخط.
قطار المناشى يربط أكثر من أربع محافظات القاهرة والقليوبية والجيزة والبحيرة، وعلى هذا القطار ضغط شديد من المواطنين، وعليه زحام كبير، وصحيح أن المواطن يعجز عن وجود مقعد بداخله، والكل يتحمل مشقة الوقوف بهذا القطار، وغالباً ما تحدث به كوارث كثيرة وأعتقد أنها خلال الأعوام الماضية قد قلت تدريجياً. وكم سعدت سعادة بالغة عندما قام الوزير باستقلال القطار ليرى بنفسه حجم المعاناة الشديدة التى يتعرض لها المواطنون.
وأعتقد أن المعاناة التى تعرض لها الوزير كانت وراء اتخاذ الوزير قرار ازدواج خط المناشى.
الحقيقة ما فعله الوزير عرفات يستحق التقدير ومن هذا المنطلق أطالب جميع الوزراء والمحافظين بالنزول إلى كافة المواقع ليروا بأنفسهم حجم المشاكل، ويجدوا لها الحل الأمثل، وهذا هو اتجاه الدولة المصرية، ألا تجد مسئولاً فى مكتبه، بل لابد من ضرورة أن ينزل المسئولون ليروا بأنفسهم المشاكل التى يعانى منها المواطنون والبحث عن الوسائل الناجحة، ولا يجب الأمر أن يقتصر فقط على الوزير والمحافظ، وإنما كل المسئولين فى مواقعهم ابتداءً من رئيس الحى وانتهاءً برئيس الوزراء، فعلى الجميع أن يلتحم بالمواطن، ولو فعلنا ذلك، لاختلفت الصورة وتبدلت، ومنعنا قطعاً بالضرورة تصدير مشاكل للدولة المصرية.
لقد آن الأوان أن يعلم المسئولون جميعاً كباراً وصغاراً أن خدمة المواطن هى الأساس، وليست المسئولية وجاهة اجتماعية وإنما هى عمل وإنتاج، وخدمة المواطن فى الأساس، وهذا هو فكر الدولة الحديثة التى يحلم بها كل المصريين.