عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

الفرق بيننا وبين باريس أننا خرجنا نهتف: مدنية مدنية.. والفرق بيننا وبينهم أننا لم نحرق شيئاً ولم نشعل النار فى المحلات والسيارات.. وإنما كنا نقول «عيش، حرية، عدالة اجتماعية».. لا هاجمنا الشرطة ولا تركنا المخلفات فى الشوارع.. حتى جاء يوم 28 يناير وانقلب كل شيء.. سقطت الشرطة وسقط النظام وفُتحت السجون، واشتعلت النار فى أقسام الشرطة!

لم نعرف ساعتها من أشعل الأقسام وفتح السجون وأسقط الشرطة وحرق الآليات الشرطية.. ولم نعرف ساعتها من قام بموقعة الجمل وماسبيرو ومحمد محمود.. ولم نعرف من هاجم الأقسام، ومن قتل الشباب من فوق أسطح البنايات.. بعدها عرفنا كل شيء.. ومن سخريات القدر أن يعيش «مبارك» حتى اليوم ليحاكم دولة الإخوان «الرئيس والحكومة والبرلمان»!

والآن أصحاب السترات الصفراء يفعلون فى باريس ما فعله الإخوان فى مصر.. يضرمون النيران ويشعلون السيارات والإطارات فى أغلى شوارع العالم.. إنهم يحرقون شارع الشانزليزيه ويخربون المحلات ويسرقون البنوك والكافيهات.. هذا هو الفارق بين الثورة البيضاء والفوضى السوداء.. قد يرضخ ماكرون وقد لا يرضخ أصلاً.. وقد تنتهى الأزمة بإسقاط الرئيس!

فلا يصدق ماكرون ما يحدث فى باريس.. ولا يصدق رجال الحكم أن الأمر يمكن أن يتحول من احتجاجات إلى ثورة تطيح بالجميع.. رئيسًا وحكومة وجمعية وطنية.. العالم كله يراقب.. كيف يتصرف ماكرون الشاب الذى اختاره الفرنسيون لأنه مختلف؟.. هل يتصرف بطريقة مختلفة لاحتواء الأزمة؟.. هل يفتقر لخبرة الحكم؟.. هل ينحنى أم يركب رأسه و«يحرق باريس»؟!

فى عام 77 تراجع «السادات» عن زيادات الأسعار.. فى عام 2018 لا ندرى إن كان ماكرون سيتراجع أم لا؟.. اتهمه المحتجون بأنه يراعى الأغنياء.. رفضوا الزيادات غير المبررة فى أسعار الوقود.. طالبوه بوقفها فوراً.. خرج قرابة 300 ألف فرنسى فى أول مظاهرة.. راهن على أن الأمر سوف يتم احتواؤه.. السبت التالى خرج 100 ألف.. تخيل أن الأمر انتهى!

الحكاية هنا كيف يتعامل الرئيس مع تقارير الأجهزة السيادية؟.. هل كتبوا له عن الاحتجاجات المحتملة؟.. هل قالوا إنهم فى حدود كذا، أم تم التقليل من الأمر، خشية إزعاج الرئيس؟.. كيف لم يتصرف بسرعة؟.. هل الحل فى المواجهة واعتقال البعض وإطلاق الغاز أو الرصاص على البعض؟.. كيف يتصرف الإعلام؟.. هل يقوم بالتغطية المحايدة أم ينحاز للرئيس؟!

الإعلام المصرى الرسمى فى يناير كان يضرب الكاميرات فى كوبرى قصر النيل، وينقل الأحداث.. كان النيل صافياً رقراقاً.. فكيف يمارس الإعلام الفرنسى مهمته؟.. هل يتصرف على طريقة الإعلام الرسمى المصرى، أم أننا كنا حالة خاصة، تتحدث عن المؤامرة، ولا تعالج أصل المشكلة؟!