رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يعرف الأمن بأنه غياب الخوف والعوامل التى تؤدى إليه، سواء كانت تلك العوامل داخلية أو خارجية، بينما يعرف الأمن القومى بأنه قدرة الدولة على التنمية فى المجالات المختلفة: السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والعسكرية، فى إطار من نظام الاستقرار الداخلى لحماية كيانها الذاتى ومنجزاتها الحضارية من خطر القهر على يد قوة خارجية أو داخلية غير شرعية لغرض أوضاع لا تتفق مع مصالحها القومية.. وعناصر القوى الشاملة للدولة تتمثل فى خمسة عناصر، سألقى الضوء على العنصر الأول، وهو الكتلة الحيوية لمصر، وتشمل كلًا من الموقع والسكان، حيث إن مصر قوية بحضارتها وتاريخها وشبابها ورجالها ونسائها وجيشها وعلمائها وفنانيها وموقعها ونيلها وثرواتها البشرية والطبيعية وقواها الناعمة.

وتعتبر كتلة مصر الحيوية من أهم ما حباها الله من نعم، وهى قوة مهمة ومعادلة مهمة فى مقياس قوة الدولة الشاملة، ويظهر ذلك من دراسة التاريخ لأن التاريخ هو كنز الخبرات، هو ذاكرة الأمم والشعوب، وأن من وعى التاريخ فى صدره أضاف أعمارًا إلى عمره، ونحن إذا فهمنا التاريخ نستطيع أن نعيش الحاضر ونستقرئ المستقبل، فمصر هى أم البلاد طبقا لمعنى مصر فى القاموس، فهى المدينة التى تتميز عما حولها من بوادى، ويرجع أصل التسمية (مصر) إلى «مصرايم» ابن «حام» ابن سيدنا «نوح». ومصر هى أقدم دولة فى العالم المعاصر، فعلى مدار خمسة آلاف عام وجدت مصر بحدودها الجغرافية وعليها شعبها ولها حكوماتها المتعاقبة دون انقطاع فى أى من حقب تاريخها. ومصر ذكرت فى القرآن الكريم خمس مرات بصورة مباشرة، وثلاثين مرة بصورة غير مباشرة.

ولقد وصف والى العراق «الحجاج بن يوسف الثقفى» المصريين فقال: «اتق فيهم ثلاث: نساؤهم فلا تقربهم بسوء وإلا أكلوك كما تأكل الأسود فرائسها، أرضهم وإلا حاربتك صخور جبالهم، دينهم وإلا أحرقوا عليك دنياك وهم صخور من جبل كبرياء الله تتحطم عليها أحلام أعدائهم وأعداء الله». بل قال بعض الحكماء إن المصريين كالمارد النائم فإياك أن توقظه وهذا المعنى فيه مفارقة (Irony) وتضاد يقوى المعنى مثل الماء الذى يطفئ النار يتكون من عنصرين هما الأكسجين والهيدروجين وكلاهما يساعدن على اشتعال النار ولكن عند اتحادهما يتكون الماء الذى يطفئ هذه النار.

هل مصر دولة قوية؟

مصر هى سلة غلال العالم لمدة ألف عام ومصر أنقذت الأمة الإسلامية فى عام الرمادة!!*

أما من حيث المكان (الموقع الجغرافى)، فمصر تقع فى موقع القلب من العالم عند ملتقى قارات العالم القديم (أفريقيا- آسيا- أوروبا) وتتواجد بها قناة السويس التى زادت من الأهمية الاستراتيجية لمصر والتى تربط حركة التجارة الخارجية شرقا وغربا، وشريان حيوى لصالح العالم أجمع، وبالتخطيط الاستراتيجى والنظرة المستقبلية جار حاليًا إنشاء قناة سويس جديدة والتى تم تدشين العمل بها فى ٥ أغسطس ٢٠١٤.

أما المكانة الدينية لسيناء فقد أثبت التاريخ مرور أنبياء الله ورسله عبر أرض سيناء ومنهم (صالح، إبراهيم، يعقوب، يوسف، موسى، هارون، عيسى)، عليهم السلام، ولم يثبت أن أرضًا شرفت برؤية نور الله عز وجل إلا أرض سيناء الحبيبة على جبل التجلى بمنطقة سانت كاترين.

وفى النهاية نجد أن مصر تمتلك كل المقومات التى تؤهلها لتأخذ ريادتها ووضعها القوى على مستوى العالم من خلال كتلتها الحيوية المتمثلة فى موقعها وشعبها، حيث أنعم الله عليها بالمناخ المعتدل والنيل العظيم الذى يساعد على الاستقرار والحضارة والموقع الاستراتيجى والثروات الطبيعية والبشرية.