رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

همسة طائرة

لست أدرى متى تلتفت حكومتنا الغراء للحملة الشعواء المسمومة التى تعانى منها وزارة الطيران المدنى.. شركاتها وهيئاتها.. قراراتها وخطواتها منذ فترة من أصحاب المصالح الخاصة والضيقة جدًا؟.. بل متى تقف معها لاستكمال دورها الوطنى لمصر وشعب مصر؟ فمنذ تولى الفريق يونس المصرى وزير الطيران ملف القطاع والرجل لا يألو جهداً للسعى لرفعة القطاع، وبالرغم من ذلك يعانى الطيران المدنى من حملة ممنهجة ضده وضد وزيره والشركة الوطنية «مصر للطيران».. «الحيطة المايلة» التى دائمًا ما يجد أصحاب المصالح قوتهم فى التسلق فوق أنقاضها وعلى حسابها اما هى فتقف مكتوفة الأيدى ليس أمامها إلا أن تتحمل الدور الوطنى الذى أخذته على نفسها.. وبالرغم من ذلك نجد نفس المشهد ونفس الكلمات ونفس سيناريو تكيل الاتهامات.. فلا شكر.. ولا تحفيز.. ولا مؤازرة لا من الحكومة ولا من مجلس النواب للشركة التى تحمل اسم مصر وعلم مصر.. بل على العكس فبدلاً من أن ينتصر البرلمان المصرى لطيرانه المدنى ويضمد جراحه التى نزفت وما زالت منذ نكبة ٢٥ يناير ٢٠١١ والخسائر التى بلى بها شأنه شأن قطاعات كثيرة بالدولة نتيجة للأوضاع السياسية والاقتصادية التى شهدتها البلاد واستمرار الشركة للقيام بدورها الوطنى المتمثل فى الإبقاء على تشغيل الرحلات بأعداد قليلة من الركاب إلى مختلف دول العالم والخطوط الداخلية وتحمل الشركة الأعباء المالية المترتبة على ذلك، هذا فى الوقت الذى أوقفت العديد من الشركات الأجنبية رحلاتها إلى مصر فى تلك الفترة، وكذلك ما أسفر عنه حادث سقوط طائرة مصر للطيران القادمة من باريس فى 19 مايو 2016 من آثار سلبية على قطاعى السياحة والطيران، كما تأثرت الشركة بعدة عوامل أخرى من أهمها.. أن 87% من تعاملاتها بالعملة الصعبة وزيادة قيمة التكاليف التى تسدد بـ(الدولار الأمريكى) نظرًا لتعويم سعر الصرف من بينها الوقود، حيث يتم تسديد قيمته داخل مصر بأسعار عالية مما أدى إلى زيادة المديونية وتأثير قرار تحرير سعر الصرف على نتائج أعمال العام المالى 2016-2017 بأكثر من (5) مليارات جنيه خسائر.

بالإضافة إلى ضعف القوة الشرائية بالسوق المحلى مما تسبب فى انخفاض الطلب وإلغاء موسم عمرة المولد النبوى وتوقف موسم العمرة حتى عمرة شعبان (6 شهور).

بالرغم من هذا المشهد المأساوى الذى ليس للقائمين على أمر القطاع ذنب فيه.. نجد ببن الحين والآخر وزير الطيران جامعاً أوراقه.. أخذنا رجاله من مواقع عملهم وواقفاً أمام البرلمان ليحاسب حساب الملكين.. يطرح ويفند التحديات التى مر ويمر بها القطاع ومحاولات القفز فوق هذه التحديات وينتهى طلب الاحاطة بكل ما يحمله من إهدار لأى جهود تبذل.. دون أى مساندة أو تشجيع أو حتى محاولة وضع حلول واقعية من البرلمان للشركة التى تحمل اسم مصر وعلم مصر تجوب به العالم معلنة أن مصر حرة وشعبها حر وعلمها مرفرف فى كل مكان.

يا سادة.. كلما جاء وزير جديد للطيران المدنى استقبله أصحاب المصالح بتصدير مشهد خسائر مصر للطيران وكأنه هو المسئول عن تلك الخسائر وضرورة إعادة الهيكلة وبالطبع بيع أسهم منها فى البورصة ليتلقفها أصحاب الفشل السياحى الذين دائمًا ما يلقون أسباب فشلهم على ارتفاع أسعار التذاكر فى الوقت الذى يكنزون هم فيه المليارات فى بنوك الخارج من وراء ما يتربحونه من تجارة العملة وفروق الأسعار قبل القرار الحكيم للإدارة المصرية الحالية بتحرير سعر العملة للقضاء على السوق السوداء التى كان يتربح هؤلاء من ورائها.. وبالرغم من ذلك التفت وزير الطيران الفريق يونس المصرى والوزيرة الدؤوبة رانيا المشاط وزيرة السياحة لمحاولات الوقيعة دائماً بين القطاعين وأصبحت اللغة واحدة والمصلحة واحدة وهى مصلحة مصر وتقدمها وانتصارها على محاولات جذبنا للخلف، ولكن يبدو أن ذلك أيضا أزعج كثيراً أصحاب المصالح الخاصة والضيقة جداً فاستمر الكيل للقطاع وشركته الوطنية، وكنت أتمنى من الحكومة والبرلمان أن يدعموا الشركة الوطنية، خاصة بعد أن تغلبت على آلامها وخسائرها وعبرت إلى إنجازات فارقة فى تاريخها فى هذا التوقيت بالذات.

السادة النواب والسادة أعضاء الحكومة.. يكفى الطيران المدنى فخراً أنه ولأول مرة فى تاريخ مصر للطيران تضعها القيادة السياسية نصب أعينها وتتابع نجاحاتها وملف تطويرها ليس ذلك فقط بل يعطى الرئيس تعليماته بإعطاء الدعم الكامل لها.. وفى صفقة هى الأولى فى تاريخ الشركة الوطنية ولقبت بـ«صفقة القرن».. ليس لكثرة عدد الطائرات وقيمة الصفقة ولكن لكونها تمت فى عهد محفوف بالتحديات والمخاطر.. ففى وسط سوق تنافسى لا يرحم وشركات طيران تدعمها دولها بمئات المليارات من الدولارات ومخاطر وتهديدات بأن نخرج خارج سوق المنافسة أو نطور أنفسنا.. وسط كل هذه التحديات.. وقعت الشركة الوطنية مصر للطيران صفقة طائرات تضم 45 طائرة بقيمة 6 مليارات دولار لتطوير أسطولها كاملا.ً. تطوير شبكة خطوطها الداخلية والإقليمية «إكسبريس» بـ24 طائرة من شركة «بومباردييه الكندية» بقيمة 2.2 مليار دولار.. أما على شبكة خطوطها الدولية فقد تعاقدت على 21 طائرة من طراز إيرباص وبوينج من بينها 6 طائرات من طراز «بوينج دريملاينز» أو «طائرة الأحلام».

وخلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية جلس رئيس الدولة «عبدالفتاح السيسى» مع رئيس «شركة بوينج» من أجل متابعة تطوير أسطول الشركة الوطنية مصر للطيران..

ليس ذلك فقط بل أهدى الرئيس وقواته المسلحة الطيران المدنى ٥ مطارات دفعة واحدة.. وهو ما يزيد العاملين فيه شرفاً وعزاً وفخراً.

همسة طائرة.. السادة النواب والسادة أعضاء الحكومة.. ألم يأن الأوان لأن تقف الحكومة ومجلس النواب فى ظهر الطيران المدنى هذا القطاع الإستراتيجى الحيوى الذى يتعلق بالأمن القومى للوطن وصناعة من أدق وأخطر الصناعات وهى صناعة النقل الجوى؟

ألم يأن الأوان لأن نرفع عنه بعضاً من أعبائه؟.. إن تاريخ القطاع مشرف وشرف للحكومة والبرلمان أن ينتصرا للطيران المدنى.